ذكريات مؤلمة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ذكريات مؤلمة

  نشر في 05 يوليوز 2019 .

تنظر خلفها و هي سابحة في بئر الذكريات تظل تلك التساؤلات تغوص في اعماقها و هي تتذكر اللحظة الاخيرة التي ودعت فيها ' الرفقاء ' 

سبع سنوات مضت كانت وقتها ' جهاد ' في اوج عنفوان الصبا قد تخرجت للتو من ' كلية الفنون الجميلة ' و هي تتجهز لمهنتها الفنية التي تطلق فيها كل احساسها المرهف  لجأت الي مرسمها حيث تحيا بين لوحاتها الفنية الجميلة التي تحكي بها ' قصة انسان ' 

لطالمآ قنعت ' جهاد ' ان الفن وسيلة للتعبير عن الذات و تفريغ المشاعر الانسانية التي تستحق ان تنير الكون ''

وقفت طويلا امام تلك اللوحة ' المرأة و رفاقها في الريف ' التي بصرت فيها الحياة الريفية البسيطة اتذكر جسدت فيها المرأة الريفية و هي تحلب الابقار و الماعز بينما تلهو ابنتها بين الكلاب و ' الشاه '..  كم شعرت بجو اسري دافئ ينطبق من ارواحهم جميعآ و هنا تذكر نقاشها الحاد الذي ولجته مع زوجها الطبيب ' سعد ' الذي اصر علي ان الحياة الريفية انما ' هي وليدة احلام مكنونة داخل عقلها الباطن بالهدوء و الاستمتاع بالطبيعة ' مازحته وقتها بان يصحبهم في نزهة ريفية و ليته لم يفعل!! 

كانت عقارب الساعة قد جاوزت منتصف الليل حينما اصر ' سعد ' ان يصطحب زوجته ' جهاد ' و ابنتهم الوحيدة ' شهد ' الرضيعة التي لاذالت لم تصل لمرحلة الفطام بعد..  

كان قلبها ينبئها بمكروه ما و قد صدق احساسها ليته استمع لها....  

" ' سعد ' انا قلبي متوجس من هذه السفرة " 

" كفاكي مبالغة يا ' جهاد ' هيا للنعم ببعض الهدوء في الطبيعة " 

و صدق احساس ' جهاد' اذا هاجمهم قطاع الطرق علي الطريق و بدأوا في اطلاق النيران وسط صراخ ' جهاد' حتي اصابوا ' سعد ' برأسه فاردوه قتيلا امام اعين ' جهاد ' التي بدأت تبكي رضيعتها ' شهد ' فصرخت ' جهاد ' باعلي صوتها

" الا شهد اقتلوني و اتركوا المسكينة تحيا " 

الا ان قطاع الطرق لم يملك قلبهم ذرة رحمة اذا شرع كبيرهم في اطلاق النيران وسط ضم ' جهاد ' رضيعتها و هي تبكي حتي اصابتهم رصاصتين افسدت جهاد وعيها من نزيف الدماء.. 

في المشفي ركضت ' جهاد ' داخل غرفة العناية المركزة و قد شرع الاطباء لمتابعة الحالة حتي استقرت و نقلت الي غرفة عادية!! 

كان اول صراخها ' شهد ' و هي تسأل الجميع بعبراتها عنها دون مجيب!! 

و بقلب الام ادركت ثمة خطب ما طال ابنتها اقترب منها الطبيب باسي 

" البقاء لله شدي حيلك يا ' جهاد ' "

صدمت ' جهاد ' مما سمعت فقدت كل من كان لها في الحياة ' زوجها و ابنتها ' رأت امها بجوارها تواسيها فضمتها اليها تآوي لها بجراحها.. 

" ' جهاد ' اخرجي من هذه العزلة بفنك اطلقي الطاقة الحزينة بداخلك حتي تخرجي كل الم " 

" اه يا اماه لو تدري ما بقلبي من عذاب صدق حدسي يا اماه و فقدت زوجي و بنيتي " 

" و لاذلت الحياة مستمرة يا بنيتي " 

" الا روحي يا امي قد ذهبت للسراب " 

" فنك يا ' جهاد ' انسيت قولك ان الفن هو احساسك " 

" اه يا اماه علي قلبي ينزف دمآ و قد لبست حداد السواد " 

تعود الي الواقع و هي تخفي دموع جاثية علي وجهها صدقت امها ان الحياة تمر و لكن مرة بلا طعم و لا رائحة!! جسدت بالفن احساسها لكن الحزين المر الخافت لم يعد فنها مناظر طبيعية و ارياف و لكن ' وداع الاحباء ' تلك اللوحة التي جسدت بها كل من فقدت و ربطت علي قلبها و كانها ارادت ان تقول 

" اجل تستمر الحياة و لكنها تبقي مرة بلا احساس او روح حلق بعيدآ حيث يتلاقي الاحبة " 

" النهاية " 




  • Menna Mohamed
    كن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب
   نشر في 05 يوليوز 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !


مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا