روح صادقة وجسد كاذب
خواطر نثرية..بقلمي زينب الخطيب
نشر في 01 يونيو 2019 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
لو كان للروح لسان لاستقامت علاقات كثيرة انهدمت وراء المادة أو الغرور والكبرياء أو الخوف والجبن أو التسرع وما إلى ذلك من سبل هدم علاقات لو اكتملت لآتت ثمارها.
ترانا فى عالم الروح قد نلتقى بأناس لم نراهم قط ولكننا نشعر بشدة وكأننا نعرفهم من قبل وكأنهم التقطوا معنا فى عالم لايحدده زمان ولا مكان ولكنه يحدده ويستشعره تآلف روحنا مع روحهم ساعة الالتقاء.
ترانا أيضا فى عالم الروح إذا وصلنا فى درجة الحب إلى الصدق أشعر بالآلامك وتشعر بآلالامي دون أو أن نتواصل، دائما أفكر بك وتفكر بي دون أن يجحزنا فاصل ولو حتى مشاغل الدنيا وترانا وإن سبق أحد منا حديثه مع الآخر يقول له كنت أنا من سأكلمك..!
وهذا ما يسمى صدق اتصال الأرواح أو كما قيل الأرواح جنود مجندة ماتعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف،فهى وإن اختلفت أجساد أصحابها وإن اختلفت أماكنهم وتباعدت تتوحد وتصير وكأنها روح واحدة اقتسمها كل جسد مع الآخر.
ولكن ولكن....كل ذلك وغيره من أواصل الروح وأواصرها يظل متحليا بالصدق والنقاء والوفاء والإقبال والتفاني حتى يلتحم الجسد مع الروح حينها فقط لايكون أو لايتبقى من صدق الروح إلا صدق التصاقها بالجسد.
الجسد هو مدعاة كل شر ومأتاة كل بلاء فالجسد من الطين أصله وبناة أجزائه من الدنيا يعيش فيها تبعا لأهواء النفس وشهوات الدنيا وملذاتها ومن ضمن هذه الشهوات المال والذى قد يفرق بين أصدق وأجمل وأنقى العلاقات بسبب ضيق الظروف والأحوال أو الحاجة إلى السفر لأجل العمل أو البحث عن شاب أغنى وأكثر ثراء......إلخ.
هنا فقط تختبئ خلف أجسادنا الكاذبة المتملقة التى اشترت الدنيا على المثل العالية ومعاني الصدق الجميلة وآثرتها على ارتباطها بروح إن ماتت جسدها ظلت تحف حولها بقية العمر.
الروح التى كلما اتسمنا بأخلاقها ارتفعنا إلى السماء وصارت لنا موجها ومرشدا لأنها مكان تخلو فيه المحسوبية والوساطة والمشاعر المزيفة ويمتلئ بالمثل العليا والمشاعر الجميلة الصادقة.
ف دائما وهذه نصيحة ونحن ك بشر نتكون من روح وجسد لابد وأن ندرك أن الروح هي التى كانت سببا لميلاد الجسد وإحيائه وهى أيضا بفقدها يفنى الجسد ولايبالى به بل إننا نكرم فى موتنا لدفننا لأجل هذه الروح التى كانت بنا وفارقتنا..!
نصيحة عندما تتوقف العلاقات على الخيار بين الروح والجسد اختار الروح لأن الجسد وكل أسبابه فان أما روح باقية باقية فلاتخسر أحدا وتقول لأجل ظروف الحياة طالما وجدت من يألف روحك قبل جسدك لاتخسره ولاتجعله يخسرك إلا إذا أراد سيكون هو الخاسر ولن يجد مثلك أبدا تأكد.
اجعل مشاعرك دائما صادقة نقية لأنك لو أدخلت بها صفات الجسد الخبيثة لن تنجو ولن تعيش سعادتك الدائمة التى يطمح كل منا إليها.
نصيحة اعمل بها على ضمانتى وستنجح فى حياتك كلها لاتدع من اتصلت روحك بروحك واجعل الله بينكما فى كل شء لا الأهل والأصحاب وأي شئ قد يفرق سبيل الصدق بينكما.