الامبراطور تيبيريوس و ولاية العرش - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الامبراطور تيبيريوس و ولاية العرش

ولاية العرش

  نشر في 21 يوليوز 2023 .

ثانياً: ولاية العرش:

لم يبق امام تيبريوس إلا أن يعلن نفسه وريثاً للعرش الامبراطوري بالفرح والسرور لا سيما وهو في الخامسة والخمسين، اذ استقبله بالزهد وعدم اللهفة ، اذ كان يعرف انه رجل انطوائي يحب العزلة فقد ادركته الشيخوخة ، وغير محبوباً من قبل العامة ، في الوقت الذي كان فيه شخصاً قادراً يمتلك الكثير من المميزات ، فقد قضى عمره وهو يتحمل المهام والمسؤوليات ، كما انه ورث من اسرته ( ال كلاوديوس ) الارستقراطية الغطرسة والاعتداد بالنفس والحزم والكبرياء ( ) .

ان اختيار اغسطس لتيبريوس امبراطوراً كان موفقاً لأنه جمع دماء أسرتي (كلاوديوس وآل يوليوس بعد تبني اغسطس له ) ، ومن مزيج هاتين الاسرتين ، تولى اربعة من رجالها العرش الامبراطوري ، يعد تيبريوس أولهم ( ) .

ظهر تيبريوس أمام مجلس الشيوخ بعد اربعة اسابيع من وفاة الامبراطور اغسطس، متظاهراً بعدم قبوله عرش الامبراطورية ، اذ قال إمام المجلس بأنه لا يصلح لحكم تلك الدولة المترامية الاطراف، إلا أن اعضاء المجلس لن يصدقوا ما قاله فحيوه ويبدو انه حاول ابداء عدم طمعه بالعرش ، او ربما اراد من اعضاء المجلس ان يطلبوا منه في أن يصبح امبراطوراً على روما( ).

كان تيبريوس لا يرغب بعودة الجمهورية القديمة والجمعيات التي مصدر السلطات جميعها، بل يميل الى النظم الديمقراطية( ).

وفي السنوات الأولى لحكمه اراد تيبريوس أن يكون ديمقراطياً، وأن يحافظ على القيم الجمهورية القديمة، فما كان منه إلا أن تعامل مع مجلس السناتو (الشيوخ) باحترام ، ورعاية تاريخ الامبراطورية ، اذ كان يحضر اغلب اجتماعاتهم ويحيل اليهم بعض القضايا حتى لو كانت صغيرةً احكامه فيها، ومارس دوره في المجلس كأنه عضواً عادي، وكان يميل إلى رأي الاقلية، رغبة منه بكسب اعضاء المجلس( ).

ان ولاية العرش جاءت متأخرة بالنسبة لتيبريوس، لا سيما وهو في الخامسة والخمسين من عمره كما ذكرنا ، فلم يعد للنفس طعمها ورغباتها كما كانت ايام الشباب ، لاسيما حياته مع زوجته فيبسانيا ، لأصبح تيبريوس امبراطوراً سعيداً اكثر من سلفه الراحل اذ انه في هذا العمر تثقل المسؤولية كاهله ، وتجلب التعاسة اليه( ) ، فضلاً عن تنامي الخوف غلى حياته وعرشه ( ). هكذا كان تيبريوس كما سماه الاديب بليني الاكبر (اتعس الناس )( ) .

مارس تيبريوس اعماله في القصر الامبراطوري فكان يحصر وقته بين الحضور في مجلس الشيوخ او استقبال الملوك والسفراء والضيوف، هذه حياته في قصره ، وكثرُ ما كان يحضر الاحتفالات الدينية والرياضية، والسياسية والاجتماعية فمارس دوره في السناتو كأحد اعضاءه ، وبما أن دار السناتو تمثل دار القضاء فكان عليه أن يحضر مجلس القضاء ويترأس المحاكمات وأن يساهم كمدعي عام، وكان يمثل الكاهن الاكبر، بصفته للديانة الاولمبية ، فضلاً عن ادارة شؤون الكهنة والمعابد وتقديم القرابين في مناسبا كثيرة ( ). وهذا دأب رجال السياسة ، لاسيما الطغاة لايؤمنون في الدين ، بل يستخدمون صفاته الدينية ، كي يقنعوا الشعوب بالخضوع والطاعة لسلطانهم .

هكذا كانت حياة هذا الامبراطور تسير على روتين ووتيرة مملة، فكان يكره هذه الحياة الرتيبة التي يمارسها في القصر ، إلا أن يتطلع إلى قيادة الجيوش أو سن فائزة أو أن تبادل الاشعار وافيا النجوم مع سمارة( ).


  • 1

   نشر في 21 يوليوز 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا