«كحبة رمان ما لبثت انفرطت من موطنها فوق أرضٍ خاوية، تعثرت مع أول مار..لم شتاتها، وضعها في جيب قميصه القريب من قلبه، بينما يسير بها نحو نهاية الشارع، كانت قد تغلغلت داخل صدره، عرفت مكنون ألامه، أسراره المختبئة خلف قناع القوة..شاركته الفقد، شاركها الحنين..
انعطف يمينًا حتى وصل موطنه، وهى لاتزال تائهة، بينما يبدل ملابسه، انفلتت الحبة دون أن يدري، قبعت عند زاوية الغرفة تنتظر أن يراها فيعيدها موضعها السابق جانب قلبه، لكنه لم يتذكر وجودها، انخرط في نوم عميق..
صباح اليوم التالي، كانت الحبة لا تزال تنتظر، خرج إلى عمله، لا يذكر عن أمس شئ جديد سوى يوم آخر كبقية أيام حياته..
قضت ساعات الانتظار، دون قصد منها، تتجول داخل ذكريات الجدران الأربع، تقرأ الكثير عن لياليه، لحظات الضعف، رفيقاته القدامى، أيام الحب، أوقات اللهو..
عاد إلى غرفته، بدل ملابسه، غرق في النوم كما فعل أمس، بينما كانت تغرق هى بين أوراقه، يترقرق الدمع منها فيزيد توهجها، أزعجه الضوء، قام يبحث عن مصدره، وجدها ساكنة في جانب غرفته، فتح نافذته، طردها خارج حياته.
ذلك هو قلبي..»