كيف الحال؟ كيف حال الأجساد و القلوب بعد كل تلك الاهوال؟ كيف الضمائر عقب ما حل من ظلم و شناعة في الأفعال؟ أتوقفت الصرخات؟ اصمت الآباء و تجمدت دموع الأمهات ؟ ماذا عن الطغاة، القساة ااستفاقوا من أثر غازات الطمع و الجشع أم لازالوا يستبيحون الحرمات؟ طمئنوني ارجوكم! لم أعد اعرف بأي كلمات اواسيكم! حتى لوحاتي لم تعد تحتمل الألم و البراءة في ملامح أطفالكم.
مكتوفة اليدين انا اعلم! اكتب و أرسم و ذلك أضعف الإيمان! اعذروني فقد اختلطت الأوراق لدي كاختلاط الدماء لديكم! لم أعد أعلم من يسفك من! اتدرون، لا أعلم حتى ما القضية التي يدافع عنها البعض و يرفضها البعض الآخر. ايوجد قضية في الأساس؟
دعوني من ذلك! مهما حاولت لن أدرك الحقيقة، حتى و إن فعلت من يصدقي و يصدقها؟ زماننا أصبح زمان الزيف و الكذب يا صديقي! فمن يصدق من؟! يقول فاروق جويدة:" يستطيع الإنسان أن يزيف وجه السعادة و لاكنه لا يستطيع ابدا أن يزيف لحظات الحزن." لهذا الحقيقة الوحيدة التي اؤمن بها هي وجوه أولائك الأطفال التائهين في شوارع غطاها غبار الدمار ! نظرات الخوف والترقب في عيون المتشبثين بقوارب الموت متوجهين بأمل نحو مستقبل مجهول! تماسك فتيات في سن الزهور حولهم اليتم إلى أمهات بالوصاية! عيون مكسورة و أجساد مرهقة تقف على قارعة الطريق في بلدان غريبة تختبىء خلف لافتة كتب عليها " عائلة تحتاج مساعدة"! نعم صديقي أولائك من اصدق، أؤمن بقضيتهم و أدافع عنهم بكل ما أتيت من قوة!
لماذا؟ لأني اؤمن انهم سيعودون يوما، سيلمون شملهم، سيتنشقون هواء وطنهم، سيدخلون بيوتهم و ينامون في اسرتهم. أما شهدائهم فسيبقون في قلوبهم و ذكرياتهم إلى أن يلاقوهم في جنة تجمعنا و تجمعهم.
-
سراب عابرwriter