جالسا على الكرسي في هذه المقهى التى اعتلت ناصية الشارع،كان مخلصا تماما في جلوسه -جسده مستلق تماما كعابد بين يدى الهه،اطرافه مستلقية بحيث لا يلقي لها بالا-لذا كان طبيعي ان يتسائل لما لا يضع صبى القهوة ال "لى"-أداة تناول الشيشة ولا أدرى لمن ترجع هذه التسمية ربما لأحدهم كان يدخن حشيشة فخيل له انها تتراقص وتتلوى، ربما من يدرى-في فمه عوضا عن ان يتكلف هو هذا العناء.
رآها تمر من امامه في ثوب اذا رأيته حسبته"توب الحيا" اللى كثيرا ما تسمعه في التعبيرات الريفية ربما حسبها راهبة او ظنها قديسة وحين رأته يطيل النظر تنقبت بحجابها خجلا فتبسم وتكليف عناء رفع ال "لى" إلى فمه وهو يتذكر صدمته الاولى حين اراه صديق العمل صورة المرأة التى يقابلها سرا ليذوق معها كأس الحياة صافيا بعيد عن الناس وعن زوجته وزوجها ليصعك بكونها جارته العفية-او هكذا بدت-،أخرج صديقنا عجبه من الأمر في نفس عميق استهلك الحجر كاملا ثم تسرب من عقله قولا"لا تأمن لمدعى فضيلة،فكم لقاتل من لحية شيخ وكم لطاهرة من ثوب قديسة".