رسالةٌ فالتةٌ من السياق.. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

رسالةٌ فالتةٌ من السياق..

  نشر في 14 أبريل 2019 .


لكن أشعرُ بشيءٍ ينقصني.. النُدبة التي تركتني عليها أصبحت فجوة عميقة فيما بيننا تنام بها المسافة أشبهُ بفخٍ يُعثّرني علىٰ رغم ترابط الأرواح الذي يشدّنا عن بُعدٍ..، توّقف عن قراءة هذه العبارات البالية التي قد تجلب لصفو عقلك السوداوية، لا ارغبُ بنقل العدوة إليك..

اليوم استيقظت مُتاخرةً مُتكاسلة كصباح كل سبت، السبت جداً مُتعب عليّ استيقاظي؛ ولأني أكون قضيت ليلةً قبلها بتصفح الإنترنت ثم أتناول بعدها كتاباً حتىٰ أجدني غفوت علىٰ غلافه، مُثقلة أنهضُ لأُطفئ الضوء والشموع البنفسجية، أحاولُ إجهاد عقلي قدر المُستطاع حتىٰ يكف عن الصراعات التي تشبه الوضع الداخلي لبغداد.. بين الدُخلاء وبين رغبتي بالحديث وإفشاء تعبي إليك ومنك ومن غُربتي داخل أرضك..، لا عليك بسفسطتي الأخيرة.. هههه هذه نقطة تشابه بيننا، يا الله كم نتفاقم بالفلسفة بمواضيعنا الصغيرة الساذجة، حتىٰ حبال الغسيل والأعمال المنزلية لم تسلم من عقلِنا المخبول المتهور.. أعلمُ أني هنا ايضاً خرجت عن أم الموضوع، اين كُنت اتحدث..!؟ اها تذكرت عن يوم السبت؛ حيثُ حال غرفتي أشبهُ بعبوةٍ أنفجرت ولم يتعرف أحد علىٰ قرينه، لا البنطال يعرف حاله ولا الجوراب يعرف مكان أخيه المُتسخ -خرجت من النص ودخلت إلىٰ الفلسفة مجدداً- ألا تُلاحظ كم مرةٍ غادرت عن كل شيء حتىٰ لا اتحدثُ عمّا يدور بيننا بشكلٍ حقيقي مُتخذةً السُخرية بابَ مُراوغةٍ لتهوية حال الاختناق الذي يسحبني مع هذا الحريق، لا انوي التحدث عنك ابداً، أتجنبك جُبران..، كم مرةٍ قُلت فيها " يا غَبيّ يا غَبيّ " -أعني بها أحمرُ شفاهي الذي يختفي صباح كُل يوم وكُل الأيام- أبدو بدونه شاحبة ويتعمد الاختفاء، يجبر ذاته بل ويعمل علىٰ إخافتي دائماً -أقصدُ أحمرُ الشفاه طبعاً- أهربُ وأُلهي نفسي بكل شيءٍ عنك.

التهمتُ الكُتب التهاماً، وأفرطُ بالكتابة، حتىٰ أن هُناك كتابين جاهزين للنشر ورواية تحتاج نقاشاً مطولاً لنا معاً يمتد لأعوامٍ أمام عينيك. تهجمتُ ايضاً علىٰ مُتخلفين النقاشات -في تويتر- حتىٰ أقضي علىٰ هذه الوحشة -جميع الأمور ترتبط بك إرتباطاً وثيقاً- صرتُ فارغةً منك جداً وانت فيّ كيف ذلك لم أفهم، جميع التناقضات فيك تسكنني والأضداد تسهويني ..

خرجتُ عن الموضوع مجدداً، اكتبُ لأخبرك عن هذا الليل الذي لا ينقضي مع هذه الصراصير المُزعجة.. والوسادة باردة جداً والتي لا تتصالح مع خُصل شعري، فراشي يحكي لي ألف حكايةٍ ولستُ انا بشهريارِ  حتىٰ أقتلُ شعورَ الوِحدةِ حيثما اقتحمني بشراسة.

تعلّمَ سريري مني السرد الطويل، احياناً يدفعني عنهُ وأسقط ارضاً والغرفة تكاد تبتلعني، تُقطّر لي بإحتوائها، وكأن لا غُرفة لي سواها.. فعلاً لا أحد لي سواك -أعني غُرفتي- .تباً خرجت عن السياقِ من جديد.

هُناك خبر جداً يعني لي ولا يعني لكَ ولا لغيرك.. سأصبحُ خالةٌ عمّا قريب، تخيل حجم سعادتي.. فتاةٌ ستدخل عائلتنا الصغيرة جداً لن تتخيل حجمُ البهجة حال إخباري لك بالأمر الآن، اغرورقت عيني.

من الآن اخافُ عليها، انا لا ارغبُ بإنجاب طفلاً إلا إذا كانَ عن ممارسةِ الحُب معك أو فلأتبنىٰ طفلاً يتيم، لذلك انا لا أظنُني سأنجبُ يوماً؛ فعوضاً عن ذلك استشعرت الأمومة المُبكرة من خلال هذه الأميرة النائمة في رحم أختي.

أترى كيف أن المواضيع تلتوي لتتكلم حولك يا افضعُ حماقاتي!؟ هكذا حياتي محفوفةٌ بكَ، بأفكاري، طُرقي، وطرائق سير يومي، أتمنىٰ أن لا تقرأ شيءً من الرسائل، سأحزنُ أن طال بالكَ وتمعنت حروفها إلىٰ النهاية وفهمت شتمي لكَ وسُبابي.

انا أكره أن أفشي عن ما يدور بداخلي لك يا تافه، أكره كبريائي الذي يخذلني بسببك، وأكرهك انتَ ايضاً، لا تستحق كُل ذلك ولا غبيٌّ غيرك يشغلُ لي بالي، أقسمُ بالله يا جُبران سأصفعك كفاً يوم لقاءنا بقدرِ رعونتك، سأصفعك عناقاً لأقتص منك ومن جرائمك -شرط أن لا تموت- لا تتوقع عناقي لكَ حُباً وشوقاً..، اطلاقاً لا يا جحيمي، ولن أُبالي هذه المرة بالأغبياء حاشيتك والناس؛ سأقتصُ منكَ سأقتصّ!

كن بخير جُبراني،

نسيتُ امراً.. في الوقت الذي نويت إرسال رسالتي إليك هذه وجدتُ رسالةً منكَ لأحدٍ هُناك..

كُن بخير مرة أخرىٰ،


  • 1

   نشر في 14 أبريل 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا