قارئي كيف الحال .

هنا لا أحد يقرئ لأحد.وماعاد بي رغبة كبيرة أن أكتب لظلي .. فلا أحد يهتم 

لكن لا يهم . تأتي الرغبة وترحل كالغيوم .. 

أفكر عماذا سأحدثكم؟! ليس لقلة الأخبار .. بل لتساوبها عندي .. كثرة وفتات

هنا تجد نفسك تتعلم كله من الأول! كأنك لم تقضي عمرا تتعلم!

اللغة المعاملات الناس.. القيم.. المال .. العبوس 

يبتسمون من باب المجاملة ..وليس من القلب.. وقليل من يكلمك من قلبه .  

التلقائية فخ لا تسقط فيه ..  

الحديث عنك فخ .. عن أسرتك وكلك وأحداث يومك ..فخ فخ فخ 

لا تميز الصالح من الطالح 

ذاك الشاب الوسيم اللطيف الودود مختبئ أسفل السيارة .. والشرطة والكلاب تبحث عنه بتهمة ترويج المخدرات 

تلك البنت اللطيفة وذالك الزوج الشرير الذي يضربها ! ثم تسمع العراك والصراخ ولا تعلم حقا من ظلم من؟!! فخلف ذلك الباب تنقلب الأدوار وتسمع مسرحية أخرى! 

و و و 

هنا اللباس متدين .. محتشم و لكن الأخلاق أهواء 

فالنساء أكبر همها المال وكم يجني زوجك وكيف فعلتم لكذا وكذا 

والرجال أكبر همهم المال وماذا بنى فلان وعلان وأين إشتغل وماذا كسب 

هنا لا ينظر لك إلا لمعاملة أو مصلحة 

وبعضهن تنظر لك بٱحتقار! دون سبب يذكر .

ولا لسن من جنسية مختلفة عنا .. بل عرب مثلي مثلها..

بعضهن تكلمك اليوم وتنقلب غدا! فلا تنظر لك

و أخريات تتطفل كثيرا 

هنا .تشعر أنك هنا وهناك .. وبعض منك مشتت .بعضهم يكلمك  فقط من باب الفضول ليعرفك وحين يعرفك لا يكلمك ! 

أتعلم قارئي

وكرك وكرك ولو كان غصن شجرة يابس!

هكذا يقول الطير وصدق

بلدك بلدك وبلد الناس لناس

هنا تختلط الأعراق والأجناس.. وكلما كثرت الألوان صارت لطخة 

الوجوه قصة والقصص درامية 

بعض الحكايات أسمعها وكأني أمام مافيا روسية 

وأخرى مسلسل مكسيكي 

وأخرى قناة ممنوعة مشبوهة 

المشهد سريالي 

الشمس مشرقة والجبل شامخ أمامي و السحاب يلفه وينتشر في السماء والشجرة شامخة باسقة أمامي ترقص مع الرياح 

والطيور!

حتى الطيور هنا لها حكاية 

تجد كله من اليمام للحمام للغربان بأحجامها.. النورس والحسون والعقعق.. وعصافير السطح 

ترك النورس البحر .. إحتل أعلى البنايات .. 

وتقاسم أكله مع الحمام ولكنه أحيانا يخطف حمامة ويقتلها بضربها على الأرض ويأكلها!

وهرب عصفور السطح واختبئ داخل الأشجار المطلة على البحر!! 

وانقلبت الأدوار!

هنا الكل يعيش قصصا ليست قصصه ويتقمص شخصية ليست له .. الكل ليس هو 

والكل مظطر ليتأقلم ويتعايش ويتناسى من هو 

حتى صرت أنسى من أنا!