تلك الصداقة الهشة المعرضة للكسر في أي لحظة .... تلك الصداقة التي لا تصمد في وجه أي هبة ريح ...تلك الصداقة التي تزيد ألمي وحزني .....تلك الصداقة التي أكون فيها دائما الطرف المضحي ......
لا تلزمني صديقة تتغير علي في لحظة وتنسى كل ما كان بيننا لسبب لا اعلمه ، متناسية عهد الصداقة الذي يلزمها بسؤالي ،وحسن الظن بي دائما وأبدا .
لا تلزمني صديقة ترى أضواء نجاحي كعتمة تغرق فيها .... لا تلزمني صديقة تدير ظهرها لي بسبب خلاف لا يذكر .... لا تلزمني صديقة متلونة الاهواء ، لا تحفظ عهد الصداقة، تفكيرها منصب على ذاتها ومصلحتها فقط ....لا تلزمني صديقة اكون معها على حذر ،اتوجس من الكلمة مخافة ان تسيء فهمها او تسيء فهمي .
في هذه الحياة وتقلباتها تعلمت الكثير عن اشباه الاصدقاء أو الأعداء في زي أصدقاء ... فالنجاح كما الفشل اختبار جيد لمن حولك ... بعضهم يرافقك طالما تتحقق مصالحه بك ومعك ، واذا أكرمك الله بنجاح او ميزة ، انقلب عليك وكشر عن أنيابه وبدا نجاحك فشلا مدويا له .
حقا ... يكاد الصديق الصدوق أن يكون نادر الوجود ، من تستطيع ان تكون في حضرته ذاتك فقط ... ذاتك الحقيقية بلا رتوش ولا تجميل ....منكسرا ضعيفا ....مليئا بخيبات الأمل والندوب.... فتداويها ابتسامة منه ، ويد تمسك بيدك في احلك ظروفك ، و كلمة مواساة هي بلسم يشفي عليل قلبك ، يرضى بك كما انت ، بعيوبك قبل ميزاتك ، بلحظات ضعفك قبل قوتك ، تشاطره همومك واوجاع قلبك دون أن يحكم عليك أو يفضح سترك .
تعني الصداقة لي التزاما واحتراما ، وأخوة في الله ومناصحة في السر ،وتقبلا للآخر ووفاء بمعاني الاخوة والصداقة ، وفرحا لفرحه وحزنا لحزنه ، وصونا لسيرته وسمعته ،وكتفا يعتمد عليه ، وحسن الظن به والتماس العذر له.
هكذا فلتكن الصداقة والا فلتعش بلا أصدقاء ، ولتكبر وتتألق وتزدد نجاحا بكره أعداءك...... ولتجعل عتمة وسواد قلوبهم فلكا وضاءا براقا بنجاحاتك .