التسلكيط والدراجة النارية
كنت أحتمي بمكتبة أبي الضخمة، وأشرع في قراءة الكتب التي نصحني بها الوالد.... لهذا كنت أطالع لينين، انكلز، فيورباخ، نيتشيه، ماركس وآخرون... لم أفهم كتيرا لصغر سني. لكنني فهمت بعمق أن الإنسان بداية ونهاية... وأن التحول الكبير في التاريخ هو اللحظة التي يعي فيها الإنسان أنه غاية الغايات المطلقة في هذا الكون...
ذات يوم طلبت من أمي أن أشتري دراجة نارية... لكنها رفضت بصرامتها المعهودة، وقالت أن الدراجة النارية نوع من الإستهتار و تليق ب"السلاكط"...
ذهبت غاضبا إلى مكتبة أبي، زنزانتي الصامتة، وأنا أقلب الأمر... لماذا يصر أبي عليّ لقراءة كتاب رأس المال لماركس؟... ولماذا ترفض أمي شراء الدراجة النارية وتـُعادلها "بالتسلكيط"؟... يا ترى..
ظللت أحلم بالدراجة النارية لسنوات.. حتى نسيتها تماما..
مرت الآن أكثر من ثلاثون سنة على كل هذا... ومنذ أسبوع إشتريت الدراجة النارية للمرة الأولى في حياتي... وليكن "التسلكيط" إذن..
وتوقفت عن قراءة ماركس ورأس المال.... وصار القرآن وعذاب القبور قراءتي المفضلة...
سعيد تيركيت
الخميسات- المغرب - 14 / 06 / 2015