لنا في الخيالِ ألف حياة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

لنا في الخيالِ ألف حياة

  نشر في 10 أكتوبر 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

تعتبر عبارة "لنا في الخيالِ حياة" من أكثر العبارات تأثيراً في وجداني، فأرى أن لنا في الخيال ألفُ ألف حياة وليست حياة واحدة فقط . فكل منا له حياة، واثنتين، وثلاث حيوات يحياها داخل ردهات عقله؛ ما بين أحلام يريد تحقيقها، وأخرى يسعى بالفعل إلى تحقيقها، وأحلام لا يقوَ على البوح بها، حتى أنه يشعر بالخجل بمجرد أن تطرق أبواب خياله، وأحلام استطاع تحقيقها بالفعل، وهى الان بمرحلة التقييم و التطوير، إلى آخره من أحلام ...

فهناك في ألاسكا حيث الثلج طوال العام؛ من يحلم بزيارة مدينة يرى فيها الربيع والأزهار وهى تتفتح، وهناك في اليابان من يحلم بفتاة أحلامه المكسيكية، سمراء البشرة التي طالما حلُم بها، وهناك في أمريكا من تحلم أن تصبح رئيسة الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك في إنجلترا من يحلم بنادي مانشستر يونايتد بطلاً للدوري الإنجليزي، وهنا في مصر من يغفو على سريره؛ يحلم بأن يصبح سفيراً لمصر لدى جمهورية الصين الشعبية ...

آلاف وآلاف الأحلام التي لا تنقطع والتي تمدنا بالأمل في هذه الحياة القاسية .. آلاف الأحلام التي دونها ما استطعنا أن نحيا، ونواصل، ونجتاز المصائب التي تصب على هذا العالم في كل ثانية .

فجميع بني البشر ليسوا مختلفين في أحلامهم فقط، بل وفي الطريقة التي يحلمون بها، وفي مواعيد طرق الأحلام لأبواب وردهات خيالهم؛ فهناك من يعش حياته بأكملها على أنها حُلُم وخيال كبيرين، ولا يريد الإفاقة منها حتى لا يصطدم بالواقع المرير، وهناك من يطرق الحلم بابه في أوقات الفراغ ليس إلا، وينسى الأمر برمَته بعدها بدقائق معدودة، فيُنسى كأن لم يكن، وهناك من يدق الحُلم وجدانه قبل أن يغفو بقليل، فيظل صريع خياله يصولا ويجولا معاً إلى ماشاء الله أن ينتهيا من الصول و الجول في طرقات الخيال بمحض إرادتهما، أو أن يغلبه النعاس فينام قرير العين بما حَلُمَ به، وهناك من يأتِه الخيال بعد الثانية عشر بعد منتصف الليل،ومن يأتِه في العمل أو في قاعة المحاضرات، إلى آخره من الأماكن والأزمات التي يطرق فيها الخيال أبواب العقل؛ فليس هناك من يستطع أن يُحَجِّمَه، أو يسيطر عليه، أو يُلزمه بمواعيد للزيارة؛ فهو الزائر الوحيد الذي لا تستطيع تجاهله أو التغافل عنه، فدائماً وأبداً ما تُحسن ضيافته وتكرمه في أى وقتِ حلَّ به، لأنك دونه لا تستطيع أن تحيا ...

فنحن لنا في الخيال حيوات وليست حياة ...


  • 30

   نشر في 10 أكتوبر 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

فعلا من خلال الخيال نحن عشنا في ما نحن فيه من صناعات اختراعات قد تكون الاحلام واقعية تفيد البشرية وهناك احلام تريد ان تظل احلاما فقط و لولا الخيال لما استطاع قلمي ان يكتب حرفا واحدا ممتنة للخيال ونشكر الله على نعمة الخيال
1
creator writer منذ 7 سنة
و لولا الخيال لما بقيت على قيد الحياة ! مقال رائع ، موفقة :) .
0
علياء عيد
شكراً لحضرتك
جميل
2
ما شاء الله مقاال رائع ^_^
بالتوفيق
2
علياء عيد
شكراً لحضرتك ^^
Reem nasef منذ 7 سنة
بالتوفيق
2
علياء عيد
تسلمي شكراً ^^
Amin Almitwaliy منذ 7 سنة
الأصعب ان نقارن بين خيال أحلامنا ووقعنا المرير
2
علياء عيد
أعتقد نخلينا في خيال أحلامنا ألطف من واقعنا المرير
بسمة منذ 7 سنة
ابتدعتي يا علياء ... وإلى الأمام
2
ستصبح احلامنا واقعا ذات يوم ,,, فمثلما كتبت علينا اجالنا ,,, كتبت لنا ارزاقنا ,,, تحية طيبة سيدتي
2
هناك حلم، يصبح امنية، وهناك حلم يصبح واقعاً في يوم من الايام. وهناك واقع نتمنى لو انه حلم، وليس من النوع الذي يصبح حقيقة، بل يبقى حلماً يتلاشى مع اول انتباهه والى الابد.
1
علياء عيد
إذا ما أصبح الحلم واقعاً في يوم من الأيام، فبالضرورة سيصبح حقيقة، ولا يتلاشى أبد الدهر.

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا