الحمد لله والصلاة والسلام على خير المرسلين ..
وبعد..
مررت بحادثة قبل عدة أسابيع ، هزت فيني أمور ، وجعلتني حائرًا لا أُبالي بمن حولي !
في صيفنا الحار ، أذن الله لي بسماع قصة ..
كانت في غاية الغرابة ، وفي أقصى درجات الألم ..
إليكم :
تقول صاحبة القصة :
كنت في الجامعة أدرس وأهتم بدراستي حالي كالحال أي طالبة جامعية متفوقة ..
في ذات يوم كنت أستعد للخروج وإذا بفتاة تطلب مني جوالي لأجل أن تتصل بأخيها ..
- آلو ؛ أنت وينك ؟ عجّل أنا جاهزة !
أرجعت لي جوالي وشكرتني .
ثم خرجتُ ، وإذا بالرقم يتصل عليّ مرارًا وتكرارًا ..
رديت :
نعم !
اسمعني كلام حب ، ثم أنهيت المكالمة فورًا .
ومرت الأيّام ، ونفس الحال يتصل بل وربما يبكي عندما أرد ..
يرسل هدايا ويشحن لي رصيدي ، ويعطيني من طرف اللسان حلاوة .
حتى وقعت بحبه الزائف !
فلم أدري إلا بقلب مشغوف به ، ونفس تردد أبيات الشعر ..
أشغل حالي وبالي وقلبي وحياتي !
لم يكن يبدي لي أي أمرًا لا أحبه ، كان محترمًا ولم يكن يطلب مني ما يزعجني ..
فوثقت به ، ومن شوقي له طلبت لقاءه لتُسر عيني برؤيته !
فلتقْينا ، وكان لقاء ساعته كدقيقة .
مر سريعًا ثم عدت للمنزل وأنا في غاية السعادة والفرحة ، أرتل أبيات الحب ، وأغنّي له ..
ثم تتابعت اللقاءات ، وكان يسألني :
تحبيني فأُجيب دائمًا ( نعم ، أُحبّك )
لم يدور في خَلَدي أنه يريد أن يأخذ مبتغاه ثم يتركني !
حتى جاء ذاك اليوم الذي وقعت معه !
كنّتُ أتألّم وكان فرِحًا ، كنتُ أبكي وكان يضحك ، كنتُ أترجاه ليخطبني فهرب ولم يعد !
كنت في دائرة من الهم والضيّم والغبن والحسرة والألم .
فأبي الستيني وأمي المصابة أمراض مزمنة وأخواني وأخواتي ماذا لو علموا ما حدث !
ثم سكتت وانهالت دموعها كالسيل وأنفاس كأنفاس من صعد جبل !
عم المكان هدوء وصوت وزفير الباكية !
لو استقبلت من أمري ما استدبرت والله ما سمعتها !
" ولكن أراد الله ذلك "
فقمتُ وكأنّي احمل جبلًا مما سمعته ، سمعت القصة بكل تفاصليها المؤلمة ، فلم تتحرك شفتاي بكلمة !
لم تكن البنت التي طلبت جوالها عادية ، بل كانت سمساره زنا !
( تشبك البنات مع العيال )
ولم يكن الخبيث يبدي لها في البداية أي شيء لأجل أن يطمّنها كمثل الأسود عندما تصيد ؛ تقترب من الفريسة بخطوات بطيئة مدروسة ، حتى إذا اقتربت افترستها بلا رحمة!
ولم تكن صاحبة القصة فاسدة ، بل زلّت ، بسبب الحب !
ولم تسقط سريعًا بل بعد عدة محاولات ، والذي يدمن الطرق على القفل لابد أن يُكسر !
عزيزتي : لا يغرنّك الكلام المسبوك ، ولا الهدايا المبهجة ، ولا وعود الزواج !
فالذي يريد الخير لا يأتي إلا من بابه .
اكتفيت !
نعم ، أحبك .
خالد بن مطر الدهماني .
-
خالد..رافع الرأس شامخ البنان !