لا تسمع إلا الصمت على الرغم من زفير مئة نَفْس،و النبضات الأخيرة للحفرة،تشعر بهدوء أقرب إلى فراغ،تعوم وسط اللامكان،تقف مع الصديق،ومن حولك تسير الأحجار بسرعة متشحة بثياب العيد،تلاحظ أنها لم تخلعها من وقتها،تتأملك فتشعر بعينيها تناديك لتسير معها،تقاوم وتبقى واقفا مكانك، فإذا بك تصعد بلاوعي وتشعر بأنك للسماء أقرب،يحاول عقلك فهم اللامرئي ويعجز،تجلس في أعلى مكان لتنظر،فترى فوضى منظمة،تحاول تبيان الأشكال المحيطة لكن دون جدوى،تشعر بالنهاية على بعد حركة بسيطة،يقف الزمن منتظرا الشهقة الآخيرة للأرض،فيموت التراب ليعانق الجسد،والروح تشاهد هذه اللحظة،يقف الجميع على أقدامهم السائرة نحو الهاوية،تظن نَفْسَك داخل صورة لبطئ الوقت،يَصلون للحافة،ويُسقِطون الملاك من الجنة، بدون ادعائهم بأنهم ألهة،بعدهاتبدأ خياطة بلا إبرة لجرح بلا دم،يظنون أنهم دفنوا جسداً لكنهم دفنوا سنوات وذكريات ومشاعر مع الجسد، تبدأ الابرة بالحركة عندها يصمت الصمت ليسمع الكلام المقدس، وتخر القلوب و تتهاوى الأرجل لتسقط جالسة على حافة الأحجار السائرة، تنصت إلى الكلمات الأزلية وتشعر بالأبدية، لتنتهي الخياطة وتستمر الكلمات الخالدة،تشعر بأن الزمن يسرع ويسرع لتدفن جسداً وفي نفس اللحظة تَنْبُتْ رياحين شامخة تنظر إلى السماء فتنظر معها لترى سماءاً خضراءَ مبعثرةْ،تصرخ فيها الرياح بأصوات الراحلين،يُنادى للمسير، فجأة يعود وعيك ليخبرك أن ما رأيته وهم وما شعرت به هو الحقيقة.