سيدة عجوز تجاعيد الطيبة تغطي ملامح وجهها تملك ابتسامة ساحرة بشكل ما تسحب تفكيرك للتركيز معها تتحدث مع شخص تراه هي بمفردها قد يكون حبيب رحل او ابن تركها بمفردها.. 

تناولت وجبتها وامسكت بورقة وقلم دفعني فضولي لمراقبتها وودت لو استطع ان اطلب منها مشاركتها ما سوف تكتبه لكنني وجدتها لا تكتب شيء فقط شخابيط حائرة بدون جدوى ومع كل خط قلم تضحك للخيال الجالس امامها تقول له "لا لا مش موافقه" ثم تكمل خطوطها عالورقة، تمسك بحقيبة يدها تفتش بها وهي تعلم جيدا انها فارغة لا تحوي الا بقايا من ذكرياتها وفجأه تجد نقود ورقية فئة ١٠٠ جنيها تضحك بصوت عالي كأنها تقول هذا باقي الحطام تستند على الطاولة لترتدي حذائها لتهم بالرحيل وتضحك وتقول له" عيب هيا بنا لنرحل عيب! " تشعر بألم في عمودها الفقري وتكلم رفيقها الغير موجود بالنسبه لنا وتقول له "انا بخير" تمسك بحقيبتها وتبدأ في وداع كل من يجلس حولها في المكان على الطاولات المجاورة قائلة "اضحكوا كل سنة وانتم طيبين! " وامسكت برأس فتاة عشرينية وقبلتها وقالت" اضحكي الحياة حلوة" وأرسلت لي قبلة في الهواء ابتسمت لها بدموعي وأرسلت لها قبلة حزينة فقالت لكل الجالسين" اشوفكم على خير مع السلامة يا عسل"

كنت أود أن أسألها اي خير تقصدينه ومع من تتحدثين وكيف انتي وحيدة أين أولادك واحفادك الذين كنتي تتحدثي عنهم مع موظفي الكافيه وكيف تضحكين بتلك الابتسامة الصافية؟؟؟

حقا جعلتيني اخاف من مستقبل لا أعلم عنه شيء لكنني في حاضري وحيدة مثلك وجدتني سأكون مثلك في وحدتك تلك الوحدة التي جعلتك تتحدثين مع خيال لشخص انتي فقط من تراه، نظرتك لاظافرك كل دقيقة وضغطك على وجهك وحكة اظافرك في يديك رعبتني ماذا بك وكيف بعد كل ذلك ظللتي بتلك الملامح الجميلة والابتسامة الرائعة يا ريتك اخبرتيني كيف هربتي من تلك الحياة الي واقع تعيشينه بمفردك ويا ليتني سألتك كيف اهرب مثلك او كيف لا اكون وحيدة مثلك أيضا؟!