الزواج غاية ام وسيلة ؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الزواج غاية ام وسيلة ؟

  نشر في 18 شتنبر 2020 .

الزواج غاية ام وسيلة ؟

لطالما نظرت إلى الزواج على أنه فقط وسيلة ،مجرد وسيلة لأجل غاية فهو الإطار الشرعي القانوني الذي يكلل العلاقة بين اثنين قررا ان يكملا حياتهما معا ويؤسسا اسرة سويا.

اثنان التقيا في خضم الحياة والتقت ارواحهما وفكرهما ووضعا حجر الأساس ليتشاركا الباقي من عمرهما فيكون الزواج لأجل غاية جمعهما برباط مقدس يتوج علاقتهما بالسعادة والسكينة.

ولكن في الآونة الأخيرة بت أرى أن الزواج قد أصبح هو الغاية، هدف في حد ذاته يسعى إليه الجميع بأي شكل وربما كان كذلك منذ البداية وانا من غفلت عن ذلك.

يلهثون وراء الزواج دون وعي وفي بعض الاحيان يفوق المنطق وأحيانا اخرى المشاعر !

فما السبب ؟

هل شبح الوحدة ام حرمان عاطفي ؟

هل الرغبة في الذرية ام كبت المجتمع وضغطه الذي يجعل المرء يبحث عن متنفسٍ سريع وان كان مؤقتاً ؟

هل الخوف من أن يمضي العمر دون تكوين اسرة ودون أن يجد المرء من يؤنسه في حياته ام الخوف من كلام الناس ولومهم اللاذع الذي لا ينتهي ؟

وما النتيجة ؟

بت أرى زيجات كثيرة تبدأ بالفرحة والتهنئة وسرعان ما تنتهي بالفشل والطلاق واصبح الامر كابوساً يتطارد الكثير ممن لم يتزوجوا بعد .

حين يكون الزواج غاية تختل المعايير التي تضبطه والافتقاد الى الحب يجعل المرء متلهفاً نحو الارتباط دون تدقيق النظر واستفتاء القلب والعقل جيدا .

فأين قدسية الزواج في هذا العبث ؟ واين بُغض الطلاق الذي هان كتبعية لضرورة تحقيق هدف الزواج ؟

كيف تكون رغبة الزواج وحدها هي الدافع والمحرك للاختيار دون الاخذ بالاعتبار أحلام المرء وعواطفه وأولوياته ؟

ترى احدهما فشل في قصة حب وتمضي بضعة شهور ويتزوج أخرى دون ان يتعافى من آلامه ليثبت للجميع ان هناك فتاة تحبه وانه يستحق الحب وتكوين اسرة ثم يُطلِّق !

او ربما لم يفشل ولكن اختار الانسحاب من دوامة الحب وأثر العروسة المناسبة خشية الهجر وخيبة أمل جديدة تُضافُ لجرحٍ قديم ،فلم التعب ان كان الزواج متاحاً ؟ ان كان الزواج أهم من العاطفة؟

ثم الندم بعد ذلك والشعور بعدم الرضا ولكن بما يفيد ؟

ان انتحرت جسارة المرء اختار الانهزامية ونفدت طاقته في مواجهة تحديات المجتمع فكيف يحب ويحافظ على حبه ايضا ؟

وترى اخرى تستسلم لضغط اهلها الذين يخبروها انها تخطت الثلاثين ولن يتسنى لها انجاب الابناء فتضعف وتتزوج ممن لا تريد وتحيا تعيسة !

وأمثلة اخرى عديدة تعرفونها جيدا

ولا اتهم زواج الصالونات الذي اثبت نجاحه في بعض الحالات وان كان يشوبه الاحراج عند الرفض او تشعر وكأنك سلعة تباع وتشترى وما الى ذلك للرجل والمرأة على حد سواء ، ولكنه اثبت فشله ايضاً بسبب إغفال الكثير من المتناقضات بين الطرفين لإكمال الزيجة لأجل توافق المستوى الاجتماعي والثقافي والمادى وكفى !

وسيعتادان على بعضهما مع الوقت !

أستكون الحياة وردية دون مسئوليات ؟ ولا يهم التفاهم والتناغم لعبور أي خلافات وضغوطات ؟

بل أحيانا تتم الزيجة سريعا دون ان يسمح الوقت لإدراك هذه التناقضات من الأساس فتكون الصدمة بعد الزواج واستحالة الاستمرار .

جل ما اعنيه ان الله سبحانه وتعالى يؤلف بين قلوب عباده وابدا لن يفوتك ما كتب لك فأهدأ ولا تقلق وتأنى في اختيارك واطلب من الله ان يرزقك حبا خالصاً حلالاً وامض في طريقك و اسع للخير و الله يجبر قلبك بأكثر مما تريد لا داعي للعجلة.

اعلمُ ان مادية هذا المجتمع تلعب دوراً كبيراً في اختلال علاقاتنا ولكن صبراً وهوناً على أنفسنا ولا نقبل بأقل مما نستحق فالله يرى حالنا وهو الرزاق الكريم

والحمد لله رب العالمين. 



  • 3

   نشر في 18 شتنبر 2020 .

التعليقات

Dallash منذ 4 سنة
المودة قبل كل شيء ...فهي أسمى مما يسمونه الحب...وجعلنا بينكم مودة ورحمة
مقالي عن المودة أتحدث يجيب على هذا المثال...دمت بخير
3
هاجر عوض
ياريت الناس تفتكر قيم المودة والرحمة بدل ما بيتعاملوا مع الزواج على إنه صفقة ومش فاكرين غير الانانية .. إلا من رحم ربي طبعا
Dallash
تحياتي اختي الفاضلة الكريمة...اوجزت فاوفيت

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا