( مِنْ حقّي أن أفهمْ ! )
من سلسلة : نماذج بشريّة في الميزان .
نشر في 21 ماي 2015 .
( من حقي أن أفهم )
سأل أمه بعد أن استحضر نضجاً غياب الأب :
- أمّاه .. عمري سبْع سنوات ولم أر أبي .. أين هو أبي ؟؟؟
الأم :
- خرج ذات يوم ولم يعدْ .
الإبن :
- كم هو قاس أبي .. ألا يدري أنه أطال الغياب ؟؟؟
الأم :
- قطعا هو يدري ... ويدري أنّكَ ستدري .
الابن :
- وهل سيعود ْ؟؟؟
الأم :
- حتماً إذا قرّر أن يعودْ .
تمرّ ثلاث سنوات ويتذكر الابن شيئا ليخاطب أمّه :
- كم هو قاس أبي .. ألمْ يتّخذ بعدْ .. قراراً بالعودة ؟؟؟
الأم :
- ربّما قرار العودة ليس بيده ..أو ربّما مرارة اللحظة... تجعله لا يفكّر
بالرجوع إلى أوّل محطة .
تمرّ خمس سنوات ليتذكّر الإبن شيئاً ليخاطب أمّه من جديد :
- أمّاه وما هي مرارة تلك اللحظة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الأم و هي تنظر إلى الأرض :
هفوة تجرّها خطوة .. فينهار كلّ شيء في لحظة .
الإبن :
- لم أفهمْ .. وأنا اليوم أريد أن أفهم ْ.
الأم لا تجيبْ .
الإبن :
- أمّاه أريد أن أعرف ومن حقي أن أفهمْ .
مرة أخرى الأم لا تجيب .
الإبن وبإصرار :
- طيب .. من اليوم قرّرتُ أن أبحث عن أبي... كي أفهمْ .. ومن حقي أن أفهم .
بقلم : تاج نورالدين
-
تاج .. نورالدين .محام سابق- دراسات في الفلسفة والأدب - متفرغ الآن في التأليف والكتابة .- محنك في التحليل النفسي- متمرس في التحليل السياسي- عصامي حتى النخاع- من مؤلفاته :( ترى من هذا الحكيم ؟ )- ( من وحي القوافي ) في ستة أبواب وهو تحت الطبع .- ( علم ...