كان - خلدون - يصرخ بقوة و هو يري جسده معذبآ بالسوط و الجلاد.. وقف حفصون امامه ماثلا و الشرارة تنطلق من عينيه نيران الغضب.. بدأ - حفصون - يتكلم بغضب :
الان قد وصلت الي كما بغيتك منذ البداية.. هل تريد ان تعرف من انا اليس كذلك.. اعد بذاكرتك للوراء حيث عنفوان الصبا.. هل تذكر الليلة التي اقيم فبها مولد سيدي عبد الرحمن المغربي.. كنت اتزعم المولد مع رفاقي من الزهاد و نحن نقيم حفلنا المولوي.. حينما اتيت انت اليها و انت صبي لم يتجاوز الخامسة متسائلا ببراءة عن حفلنا و شعائرنا.. كانت عينيك تراقب رقصنا باهتمام و تعجب بصرت فيها فطنة و ذكاء براق...
ضممتك الينا و انا اتابعك بحرص و تعجب و انت ه تنشد معنا بصوتك العذب اناشيد الحب الالهي علي انغام الدف...
و لذا بات عليك ان تعيي جيدآ قدراتنا الخاصة نحن نطير في الهواء و نعبر البحار بسجادة الصلاة و ننشد علي اشجار السرو كالبلبل و نتسول في الطرقات بالكشاكيل المعدنية و نرتدي خرقة الثياب و خشنها و نطلق اللحي البيضاء...
لذا وجب علي يا ولدي متابعتك لحمايتك فتبعتك في كل موضع...
نظر اليه خلدون مندهشآ و قد بدي عليه علامات القلق :
تحميني من ماذا؟ و ماذا عن - ادريانو - و من قام بتعذيبي؟؟
احميك من نفسك يا ولدي فانت عدو حقيقي لنفسك تحف بها الي المهالك.. ماذا تريد من - حفصة - يكفيها مقتل خطيبها...
ماذا تقول - حفصة - كانت مخطوبة و قتل خطيبها!!!
اجل يا ولدي و تظنني من فعلت هذا و انا براء من دمه براءة الذئب من دم يوسف....
اذن - حفصة - مخادعة لا اصدق ما يحدث...
ابتعد عن - حفصة - يا خلدون المسكينة لا تعي الحقيقة هي فتاة مكلومة...
اذن من قتل خطيبها الراحل!!!؟؟
خطيبها قتل علي يد متطرف يكره العرب و قد القت الشرطة القبض عليه بعدما حاول قتل مخبر عربي و صديقه الظابط الاسباني...
ترقد - حفصة - في غرفتها قلقة لعدم رد - خلدون - اعادت الاتصال به ليصرخ - حفصون -
اغلق هاتفك يا - خلدون - حفصة اعماها نار الانتقام يا ولدي...
هل لي ارحل الان و اعدك - سارحل عن - حفصة - و لن اريها وجهي بعد الان...
صدقني يا ولدي لا ابغي لك الا الخير دمت في رعاية الله...
و لكن قبل الرحيل لدي تساؤل من قتل - ادريانو -
حسنآ سا خبرك بالحقيقة عندما كان - ادريانوا يفحص المخطوط الصوفي الاثري الذي عثر عليه في مكتبته القديمة ذهبت اليه بهدوء لاري ما يريد مني كان خائفآ بشدة و جسده يرتجف من الخوف.. صرخت فيه حتي يهدأ و بدأت اسأله ما يريد مني الا ان - ادريانو - لم يتحمل الامر و شنق نفسه بالحبال باحكام منتحرآ...
داخل غرفة المستشفي اعلن الطبيب ليونيل - عن شفاء كلا الرفيقين - زيدون - و - بابلو - و امكانية مغادرة المشفي كان رفيقهم - فيبريكاسو - يداعبهم ضاحكآ بالعودة الي لقائتهم القديمة خاصة بعد انتهاء المأمورية بالحكم علي المتطرف بالسجن و كمكافئة لهم حصلوا علي عطلة نهاية الاسبوع..
بحثت - حفصة - عن - خلدون - بكل الطرق بلا امل اختفي تمامآ من الجامعة و من منزله و المكتبة.. باتت - حفصة - حائرة فهي لم تعد تحمل في داخلها تجاه - الحقد - تجاه - خلدون - اكتشفت - حفصة - ان - خلدون - كان لها بمثابة الاخ و الاب و الصديق.. و لكنها كانت ترفض الاعتراف ذلك...
احيانآ قد يولد - كتمان المشاعر و الاحساس - الي اختفاء الاعزاء تمامآ من الحياة وقتما لم تعد تعي المشاعر شيئآ......
- النهاية -
-
Menna Mohamedكن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب