دخل الديوانية يحمل في يده ثلاث تميسات وفي يده الأخرى كيس فول، تجمع من كان في الديوانية وسط الغرفة، وضعوا ورقة اللعب جانبا وافترشوا أوراق الصحف لوضع وجبة العشاء عليها، بعد العشاء معظمهم مسح فمه بطرف شماغه وبدأ لعب البلوت، الساعة تجاوزت الثالثة صباحاً ولازال صوت الحكم والصن يرج الغرفة رجاً.
دخل بيته قبيل الفجر بقليل، وجدها تنتظره في الصالة، نظر إليها نظرة الأسد فابتسمت، ثم أدرك أنه منهك فاتجه لغرفة النوم يبحث عن أي عذر، ووجده في بقعة حبر على قميص النوم. وبخها ثم نام.
العاشرة صباحا لبس ثوبه الناصع البياض وغترته البيضاء وتعطر بديور وهم بالخروج، استوقفته ابنته ذات السابعة (بابا مش قلت حتمشينا يوم السبت؟ اليوم السبت). رد عليها (أخوانك عندهم اختبارات يا بابا، إن شاء الله في الصيف أمشيكم).
وصل إلى الكوفي شوب في تمام العاشرة والنصف، استقبله الجرسون الهندي بابتسامه وقال له (يور كوفي ول بي ردي إن منت سير)، بدا بشرب القهوة وهو يتأمل الآخرين من خلال نظارته الشمسية، تلك الفتاة يستحيل أن تكون أجنبية، هي سعودية بلا شك، وذاك الشاب الذي معها يستحيل أن يكون زوجها.
في الثانية عشر غادر الكوفي شوب بمثل ما استقبل به، وصل إلى بيته ليجد طعام الغداء جاهزا. اجتمع أفراد العائلة على سفرة الطعام وبدأوا بالأكل والسكون يخيم عليهم، رن الجوال فأراد الابن الأكبر أن يرد فرمقه بنظرة جعلته يطفيء الجهاز ويعود لإكمال طعامه، اتجه الأولاد لغرفهم وحرصوا أن يكون مع كل واحد منهم كتابا يقرأه.
نام الأسد حتى العشاء ثم استيقظ وشرب الشاي وبدأ يتصفح الانترنت
فتح تويتر وكتب :
ليس هناك أجمل من أن تعود لبيتك ظهرا وتقضي يومك مع أولادك
تويت
القراء ألف، إعادة التغريد 500