يعجبني حماس بيروغوف في تأكيد صلاحية وإصلاحية الاشتراكية لكل مجتمعٍ وأنَّ سواها ضلال.

(إشكالية الإصلاح من طرف واحد زي الحب من طرف تالت كدا :D )

لم يأتِ في هذا الكون أصحاب منهجٍ أو حاملي فكرٍ إلا وغرضهم الباطن والظاهر هو الإصلاح للعالم، والخير للبشرية.

حتى لو كان هذا المنهج لا يتفق عليه غير أهلِه!

بل وحتى لو كان سبيلُ تطبيقِه قهرِ غيرِه!

هذه مسلَّمة يجبُ اعتبارُها في معاملة الحركات الفكرية والتكوينات العقائدية، كلهم يُعلي "إن أريدُ إلا الإصلاح" .. راياتٌ ملوَّنة والغاية واحدة.

فلا يرى المسلمون صلاح الكون إلا بشريعة الإسلام،

وماركس يرى أنَّ طريقته هي أعدل الطرق،

وهتلر أتى ليصلح الكون بمحي ذكرِ اليهود!

وعلى ذلك فقِس كلَّ فكرٍ: من لاسلطوية بيير برودون الذي يقول أنَّ (الملكية سرقة) إلي شمولية ملك زنجي في صحاري أفريقيا الكبرى يملكُ الأرضَ بمن عليها من إنسان وقُطعان.

الجميعُ حمائمُ سلامٍ للجميع .. حتى يجتمع الجميع في صعيدٍ واحد!

هذه الفكرة كلما أفكِّر فيها وكيف أنَّ الناس تتباينُ مناظيرهم في الأمر الواحد؛ لا أتذكَّرُ إلا هذا المسكين وحيدُ القرن الذي أرهقه الزمانُ ليس بطولِه وإنما بجلائِبه من بني آدم المفترين على سائر المفترِقاتِ معه نوعاً أو فِكراً!

وأتسائلُ هل يكونُ للإنسانِ مغبَّةُ نفعٍ أو غرضُ صلاحٍ بإفناءِ نوعٍ هو أعرقُ منه أعماراً على الأرض؟!

قد تكونُ "نعم" جواباً صادماً يكشِفُ لك مدى أثر الرغبة الشخصية بين حنايا الإنسان أن تفعل لإشباعِ نداءٍ فرداني شخصي، فما بالك إن كان الإشباعُ المطلوب جماعيِّ لنسقٍ هم ليسوا فقط لا يمانعون القتلَ له، بل على أهبةِ القتلِ فيه!!!!!!!!!!!!!!! وهذا طابع غالب معتنقي الأفكار والعقائد كانت سماوية أو أرضية .. وكلُّ واحدٍ منَّا له جهنَّمه الخاصة التي يضعُ فيها أعداءه!

___________________________________

*أنا أتكلمُ عن أنساق فكرية وعقدية (على علاقة بمفهوم السلطة سواء حيازةً أو إزاحةً ) تسعى لبسط طريقتها على غيرها ( سواء طوعاً أو كرهاً ) بداعي الإصلاح .. ومقصودش واحد بلطجي بيخطف دولة ويحكمها عشان يأمن أكله ويأكل اللي حواليه أو حزب سياسي تشكَّل تحت مسمى حراك مجتمعي ( شو يعني وتحسين صورة الحاكم اللي فوق دا :D ).. دول خارج أنساق الفكر وخارج كل حاجة طبيعية أصلاً :D