اهتز كوب الشاي! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

اهتز كوب الشاي!

ليس هناك سبب لاهتزاز هذا الكوب اللعين!.

  نشر في 16 غشت 2021 .

اهتز كوب الشاي..!

للمرة الخامسة يهتز.. هذه القهوة القبيحة نالت من جيبي صرفت كل مالي عليها..والان تنال من مزاجي فاهتزاز الكوب يوترني.. كما انه ليس هناك سبب لاهتزاز هذا الكوب اللعين!.. فناديت النادل..


- صديقي: ما مشكلة الكوب انه يهتز ؟ هل هناك شيء في الخارج يجعله يهتز!

النادل : لا ليس هناك شيء في الخارج، لكن اهتزاز الكوب.. علامة لك

انا : ما العلامه ؟ لست صديق الكوب وليس ما بيننا شفرات يا سخيف!

النادل محدقا بي : ستموت اليوم!


وضعت يدي على راسي.. لقد اصابني دوار خفيف، عرقت، اشعر بسخونة.. 


لحظات من الصمت..


قلت في نفسي : كيف ساموت ؟.. ان امي المريضة ليس لها الا انا ؟.. وكيف لهذا النادل المجنون بمعرفة الموت؟.. 

ربما يكون هو ملك الموت!!.. مستحيل

لقد عانيت في هذه الحياة.. اموت فيها كل يوم.. عندما تصرخ امي من التعب.. وخطيبتي من طول انتظار الزواج مني.. تعبت من الدنيا التي اتخبطت بها كالثمل في ليلة طويلة.. لم اعمل في مكان واحد واستمر فيه..اصرف مالي كله على دواء امي او خروجات مع خطيبتي..ليس هناك مليما واحدا معي.. لم تعد لي صداقات، لا احد يرغبني..وانا ايضا صرت لا ارغب احدا.. ان كل هذا يعني موت.. نعم ليس انقطاعا عن الحياة ..لكنه موت.. انا شقي وتعيس.. لم انل فرصتي من الحياة، لم احقق احلامي.. وفوق هذا ساموت!، والليلة.


جمعت اغراضي.. تركت القهوة.. وذهبت للبيت.. اطمئننت على امي.. اعطيتها الدواء.. وكانت في بيتنا جارة لنا بارة بنا قد اطعمتها.. ثم دخلت انا الحمام.. استحممت وذهبت للسرير انتظر انقضاء اجلي..


بعد ان جلست.. سالت نفسي ستخرج روحي يا ترى ؟ لم اكن مثالا للمؤمن الصالح حتى تخرج روحي بسلام.. ساستغفر الله، لعله يغفر لي.. وساطلب منه ان يرعى امي وان يخفف عنها فراقي..

ظللت طول الليل ادعو واستغفر واطمئن على والدتي الا ان وقعت على الارض من شدة التعب..


9:00 Am

الباب يطرق..


فتحت عيني.. وضعت يدي على وجهي.. على صدري.. يبدو انني لم امت بعد.. قمت منتفضا.. فتحت الباب.. جارتنا تصرخ، فطار امك لقد تاخرت على العمل.. تذكرت امي!..ربما ليست بخير.. جريت نحوها.. فتحت الباب مسرعا.. انها بخير!..الحمدلله وجدتها بخير.. نائمة كالملائكة.. ربما هذه هي النظرة الاخيرة في وجهها.. قبلتها وايقظتها وقامت جارتي باطعماها..


هاتفي يرن 

خطيبتي تصرخ : لقد سئمت من هذه الحياة قابلني اليوم في الزفت (القهوة).. اغلقت الهاتف..


ها هو يوم جديد تعيس في حياتي..


نزلت الى القهوة.. وقبل ان اجلس مسكت النادل من عنقه وصرخت فيه.. لم امت ايها الابله كما ان كان لديك ذرة من الرجولة فاقتلي طعنا يا جبان..


النادل خائفا : اتركني ساوضح كل شيء..


تركته


النادل : رايتك حزينا فاردت ان اعطيك بشرى


انا : البشرى اني ساموت ؟؟


النادل : نعم، كالمليونير اصحاب المال والقصور.. اذا مات سيرتك ماله.. انت كذلك اذا مت ستترك احزانك وتعبك.. انها فقط فترة قصيرة وسينتهي كل شيء..اننا مجرد نزلاء في فندق احدنا تمت خدمته بنجاح والاخر ساءت الخدمة معه.. فلم الضجر والجميع سيرحل.. فلنعش هذه الحياة دون اكتراث..


جاءت خطيبتي.. وتنظر لي متعجبة بانني اتحدث مع النادل.. وقفنا للحظات ثم طلبت من الجلوس ؟


بعد دقائق..


اهتز كوب الشاي..

نظرت خطيبتي اليّ وقالت : لماذا يهتز الكوب ؟ المنضدة سليمه ؟ هل تسمع شيئا في الخارج ؟


قلت لها : لا.. لكنك ستموتين الليلة..


  • 1

  • AhMed YouNess
    أحب الفلسفة والادب.. عندي موهبة التحليل والنقد والتأليف.. أقرأ عن كل شيء استطعت القراءة عنه، واكتب عن اي شيء تعلمته لانقد أو لاضيف أو لأحذف.
   نشر في 16 غشت 2021 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا