الصدمة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الصدمة

  نشر في 28 يوليوز 2019 .

" ليس من السهولة ان تتخذ امرأة   قرارآ استقلاليآ يجعلها غير تابعآ لقيود المجتمع و لكن لابد ان تأتي الخطوة خاصة  اذا اتتها الفرصة مواتية لذلك " 

باتت ' ميرنا ' بين قاب قوسين او ادني من قرارها المصيري نظرت للمرآة  و هي تري جسدها الهزيل الذي يملؤه كدمات الشاهدة علي العنف الاسري الذي تتعرض له من ابيها من ضرب بنتي انواع العذاب المفرط وجهها الشاحب الذي لا يخلو من اصابات متعددة جراء ضرب ابيها الذي وصل الليلة الماضية لضرب رأسها داخل حوض المياه!!  حتي نزف رأسها و اضطرت الي خياطته بالغرز في المشفي و كل هذا لان المسكينة عادت الي المنزل الساعة الثامنة مساءً خلافآ للموعد الذي حدده لها السادسة مساءً و ذلك ما كان بيدها حيلة فالطريق مزدحم و المواصلات تأخرت!!! 

ايقنت ان كرامتها اهينت عند هذا الاب المتعجرف المريض المتسلط وسط صمت تام من امها ' الساذجة ' التي تركت هذا المجرم الذي لا يستحق لقب الابوة يعذب ابنتها بهذه الطريقه القاسية!! 

تسللت ليلا حيث ابيها يغط في نوم عميق و هي تنوي فك اسرها و قيدها كانت تحمل معها حقيبة بها بعض متعلقاتها اقتربت من الباب بهدوء و هي تفتحه دون ان تصدر صوت رأتها امها فكان قلبها يسقط فزعآ الا انها فوجئت بامها تربت عليها قائلة 

" اهربي يا ابنتي بعيدآ عن هذا المتوحش اذهبي لجدتك و اجلسي معها و ساتولي انا الامر " 

" امي لم لا تطلبي الطلاق و تنتهي مآستك انتي ايضآ تعذبين يوميآ بأبشع طرق الضرب و السياط "

" انه يرفض و بشدة و كانه يتعمد اذلالي تحملت تلك السنوات لاجلك يا ابنتي و انتي الان عروس كبيرة يمكننيعان اطمئن عليكي مع جدتك  لا تهتمي و شاني " 

" امي انتي دائمآ نبع العطاء حتي في احلك الظروف لن اتركك لهذا القاس ابدآ " 

سمع الاب اصوات حديثهم انطلق كالذئب الذي،يهاجم الشاه و هو يصرخ فيهم غاضبآ 

" ماذا تفعلوا الان عند باب المنزل و انتي يا ' ميرنا ' ما هذه الحقائب ابكي خبالا اين انتي ذاهبة يا مجرمة مع من ستهربين و تلوثينا عارآ " 

" لست من تجلب العار و لكن انا من ساضع حدآ لتسلطك "

استل الغضب الشديد بالاب الذي اخذ،يضرب ابنته بالسوط وسط صراخ الام ذلك المجنون يري ابنته تنزف دمآ غزيرآ الا انه لم يعنيه و ظل يضربها حتي لم تتحمل الام و استلت من المطبخ سكينآ و طعنت به زوجها طعنات و طعنات اذاقته بها كل ما لحقها منه من عذاب..... 

سقط الاب صريعآ في دمائه اما زوجته فلم يبد عليها اي احساس بالندم غلو عاد بها الزمن لقتلته مرة اخري كانت تشعر انه قتل كل ما بداخلها من احساس منذ سنين طويلة. يستحق ما حدث له فليجرحها كما يريد و لكن عندما تاتي الدور علي ابنتها فانها تصبح كالاسد الذي ينقض دفاعآ عن عرينه و اولاده و قد كانت في حالة دفاع عن ابنتها... 

ظلت ' ميرنا '  بجانب جسد ابيها الغارق في دمائه و هي لا تشعر باي شفقة تجاهه.. كان ما حدث له لا يسوي شئ بجانب ما اذاقه لها من عذاب و ويلات رفضت حتي ان تدفن اباها كي لا تلوث يداها الطاهرة بجسده'  الوضيع '.. 

بكل برود احضرت العصا الغليظة التي اذاقها ابيها ويلات العذاب و دحجرت بها جسده خارج الشقة الي ' مقلب القمامة ' حيث تأكله الذئاب و الثعالب... 

ثم عادت ' ميرنا ' بهدوء الي امها قائلة 

" لا تقلقي لن يسأل عن ذلك المعتوه احد فليذهب الي الجحيم.. الجميع يمقته بشدة و الان يا امي اتت لنا الحرية اخيرآ "

" سنهرب يا ' ميرنا ' بعيدآ عن هذه المدينة الكئيبة و نبدأ في مدينة اخري بعيدآ " 

ما" اوافقك يا امي احزمي حقائبك حتي نسافر الليلة "

" حسنآ سافعل يمكنك انتظاري في غرفة المعيشة حتي احضر اشيائي " 

حطمت ' ميرنا ' بغضب كل ما  كان يملكه اباها من ممتلكات حتي وصل بها الامر الي القاء ملابسه في الطرقات بعد تقطيعها تمامآ كالخرقات!! 

استقلا القطار المتجه الي مدينة اخري بعيدة و ' ميرنا ' تمسح من رأسها اي شئ يذكرها بوالدها.. جلس الي جوارها امرآة خمسينية و الي جوارها ولدها الشاب العشريني لاحظت المرأة شحوب وجه ' ميرنا ' و ملامح والدتها الذي يبدوا عليها الحزن شرعت في الحديث 

" الي اين انتم ذاهبون عبر القطار يا سيدتي " 

" سنذهب الي المدينة الصاخبة "

" هذه ابنتك اذن اين زوجك " 

قاطعتها ' ميرنا ' بغضب 

" مات من يدعي ' ابي ' و لا نريد سماع شيئ عنه " 

لفتت انتباه دكتور  ' محمود ' الطبيب النفسي ابن المرأة بعصبيتها عند ذكر ابيها احس ان بالامر شيئآ ما وجه اليها حديثه 

" يبقي والدك يا فتاة مهما فعل " 

غضبت ' ميرنا ' و اخرجت موس من حقيبتها اصابت به يداها صارخة و هي تنزف الدماء

" لا اريد اسمع اخبار عن ذلك المعتوه "

صدم ' محمود ' لما فعلته ' ميرنا ' و قد تاكد من وجود علة نفسية لديها اظلمت الدنيا امام ' ميرنا ' التي فقدت وعيها وسط صراخ امها..!!! 

اوقف ' محمود ' القطار لنقل ' ميرنا ' الي عيادته في منطقة نائية كانت حالة ' ميرنا '  خطرة و قد نجح ' محمود ' خياطة يداها بغرز عدة.. افاحت لتجد نفسها مادة علي شازلونج و قد خيطت يداها بغرز عدة و علقت لها محاليل 

" حمد لله علي سلامتك يا " ميرنا " ما هذا الهراء الذي اقترفتيه " 

" لا اريد سماع اسم هذا المعتوه "

" اعتبريني صديق و اخبريني الحقيقة لماذا تكرهيه لهذه الدرجة "

" انه مجرم وضيع اذاقني و امي العذاب بشتي طرق العقاب يستحق الموت بجدارة  ذلك الوضيع "

" لقد مات الان لماذا لاذلتي تحملي بداخلك كرهآ و حقدآ اذيحيه من حياتك "

" لا اريد اي ذرة اثر له في حياتي تركت له  المنزل و المدينة كلها  لم اعد املك ذرة شعور في حياتي "

" انسي ما حدث ' ميرنا ' و ابدأي حياة جديدة بعد ان تمحي ' عقدة الاضطهاد ' داخلك "

" انا خائفة جدا دكتور ان يقتلني احدهم " 

" ما الذي يدفعك لهذا الظن "

" لم اعرف الاحساس بالامان ابدآ مع والدي " 

" و الان يا ' ميرنا ' هل انتي خائفة معي " 

" بصراحة لا... تبدو شخصآ لطيفآ "

" رائع هل تاتي معي الان " 

" بالتاكيد " 

صحبها فوق الجبال و قد اغمض عينيها بعصابة و امسك كفيها حتي اجلسها فوق الجبل و جلس،الي جوارها و اذا العصابة قائلا 

" هاااه ماذا ترين الان " 

" دا له من منظر رائع انظر اسراب الحمام و هي تطير فوق الجبل " 

" تتزوجيني يا ' ميرنا ' 

خجلت ' ميرنا ' و ابتسمت بهدوء 

" موافقة " 

قفز ' محمود ' من الفرحة و امسك كفيها بهدوء و هو يبتسم لها بفرح 

" ساجعلك اسم، انسانة و اعوضك عن كل ما مضي " 

" النهاية " 






  • Menna Mohamed
    كن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب
   نشر في 28 يوليوز 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا