الأمل هو أن تسمح لشعاع حسن الظن بالله أن يخترق قلبك ليُنير بعضا من عتمته و يهدّئ من روعه و يحدّثه عن كرم الله و قوّته ..
إنّها الشّعلة التي تُبقيك حيّا وسط الأموات و الأحزان و الظّلمات ..
تشتكي إليّ ضعفك ..و هل تظنّ أنّني لا أفهمك ..ألست مثلك ؟ فنحن في بحر الحياة سواء ..
حزن ففرح ، شكّ فيقين ، وجع فشفاء، لقاء ففراق ، إضطراب فسكينة ..
أليست هذه طبيعة الحياة ؟ و لكن لمَ هذا التّذبذب ؟
ذلك لأنّها تمدّ يديها لتستقبلك بين أحضانها لتعلّمك معاني كثيرة عنها و حقائق عمّن خلق قوانينها و تعينك على إكتشاف ذاتك عبر منحدراتها و مرتفعاتها ..
إنّها ليست عدوّك بل هي المدرسة ..
فتسلّح بالأمل ..لأنه سَيْفُك الذي تقطع به حبال اليأس و ذرعك الذي تحمي به نفسك من سهام الجهل التي تفتنك و تبعدك عن المغزى الحقيقي لتواجدك هنا..
الأمل حياة .. فاحرص على ألاّ تنسى هذا ..
حتى وأنت في قاع الجُبّ تذكّر بأن هناك قوة تفوق قوّتك ترى ما تراه أنت صعبا ومستحيلا ، أمرا هيّنا و سهلا ، ألا يُطمئنك هذا ؟
ويزداد إحساس الأمل بداخلك و يقوى عندما تعلم بأنه سبحانه لم يخلقك لتشقى بل لتنمو وتزداد وعيا وفهما و نضجا و حكمة ، فهل أنت مستعدّ لهذا ؟
إنّه سبحانه الطّبيب الذي يعالج روحك و الحبيب الذي لا يريد إلاّ مصلحتك لأنه يحبّك ألست صنعته؟ ، فكيف لا تثق به ؟
هل أنت مستعدّ لتركّز و تعيش بوعي لتفهم رسائله ؟
طبعا طبيعيّ جدّا أن تتألّم و تحزن و تبكي و هذا ما يُؤكّد بشريّتك ،و لكن أن يسكن الأمل خلاياك هذا ما يجعلك تتقدّم و تنتقل شيئا فشيئا من وعي إلى أعلى منه ..
فهل ستفهم هذا أم ستبقى في دوّامة القصص ذاتها التي لن تنجو منها إلاّ إذا إعتصمت بحبل الله و أنرت سراج الأمل وسط الظلام ..
الحياة مدرسة فلا تتوقّع غير ذلك ، فهل أنت جاهز ؟
أليس مُمتعا أن تتعلّم و تفهم و ترتقي ؟
و تحلو الحياة في نظرك بعدها لأنك تكون قد أزلت عنك ضباب الجهل و تحمد الله على أنك لم تستسلم ..
قل لي بربّك أليس الأمل جميلا ؟