مقارنة شكلية و طريفة بين الشيوعيين ثوار الأمس و الجهاديين ثوار اليوم. مواطن العالم د. محمد كشكار
مقارنة شكلية و طريفة بين الشيوعيين ثوار الأمس و الجهاديين ثوار اليوم.
نشر في 04 شتنبر 2014 .
مقارنة شكلية و طريفة بين الشيوعيين ثوار الأمس و الجهاديين ثوار اليوم. مواطن العالم د. محمد كشكار
تعريف الثوار حسب اجتهادي الشخصي:
هم مواطنون يريدون تغيير النظام السياسي و النمط المجتمعي في العالم تغييرا فجائيا و جذريا عن طريق العنف الثوري المسلح.
مقدمة منهجية للتوضيح و رفع اللبس:
لا أعتبر التونسيين الإسلاميين غير الجهاديين و التونسيين الماركسيين ثوارا لأنهم لم يستعملوا - حتى اليوم -العنف الثوري المسلح لتغيير النظام، أعتبرهم إصلاحيين مثلي و هذا يُعتبر في قاموسي السياسي شكر و ليس ذمّا. هم يرفعون الثورة شعارا ساميا و نبيلا و يعدون، صادقين مع أنفسهم، بالجنة (دنيوية أو أخروية) و لكنهم في الواقع يعيشون بيننا كجل التونسيين، مسالمين محافظين ممتثلين للأعراف و العادات، فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون.
المقارنة الشكلية:
- الشيوعيون: يؤمنون بالعنف الثوري المسلح وسيلة للتغيير و لا يؤمنون بالتغيير السلمي.
- الجهاديون: يؤمنون بالجهاد المسلح وسيلة للتغيير و لا يؤمنون بالتغيير السلمي.
- الشيوعيون: يعتقدون أن الشيوعية هي الحل الأوحد لأزمة مجتمعاتهم و هي نهاية التاريخ (حسب وجهة نظري هي جزء من الحل و في كل الأحوال ليست نهاية التاريخ لأن الإبداع البشري كنز لا يفنى).
- الجهاديون: يعتقدون أن الإسلام هو الحل الأوحد لأزمة مجتمعاتهم و هو نهاية التاريخ (حسب وجهة نظري هو جزء من الحل و في كل الأحوال ليس نهاية التاريخ لأن الإبداع البشري كنز لا يفنى).
- الشيوعيون: يؤمنون بإله مادي متمثل في طبقة البروليتاريا.
- الجهاديون: يؤمنون بإله مجرد متمثل في الله سبحانه و تعالى.
- - الشيوعيون: يقولون بديكتاتورية الحزب الواحد (و يطلقون عليها زورا و بهتانا ديكتاتورية البروليتاريا) و لا يؤمنون بالديمقراطية البورجوازية و التداول على السلطة.
- الجهاديون: يقولون بالحاكمية لله و لا يؤمنون بالديمقراطية الكافرة و التداول على السلطة.
- الشيوعيون: يراقبون و يوظفون الفن و الأدب و الإبداع لخدمة إيديولوجيتهم.
- الجهاديون: يحرّمون و يجرّمون الفن و الأدب و الإبداع.
- الشيوعيون: يدّعون أنهم يمثلون البروليتاريا و هم يتاجرون بها.
- الجهاديون: يدّعون أنهم يمثلون الإسلام و هم يتاجرون به.
- الشيوعيون: في عهد ستالين بالاتحاد السوفياتي، يدرّسون الإلحاد و يُكرهون الناس على اعتناق عقيدتهم و يهدمون الكنائس و الجوامع و يرحّلون الأقلّيات و يقتلون أو يعتقلون المعارضين في معسكرات. هم ليسوا عَلمانيين.
- الجهاديون: في عهد داعش بالعراق، يُكرهون الناس على اعتناق عقيدتهم و يفرضون الجزية على المسيحيين و يهدمون كنائسهم و يحرقون كتبهم المقدسة و يرحّلون اليزيديين و يهدمون معابدهم و يقتلون المعارضين. هم ليسوا عَلمانيين.
- الشيوعيون: جل قادتهم ليسوا بروليتاريين، إنهم بورجوازيون صغار أنصاف مثقفين انتهازيون و بالثورة متاجرون.
- الجهاديون: جل قادتهم ليسوا متدينين، إنهم بورجوازيون صغار أنصاف مثقفين انتهازيون و بالدين متاجرون.
- الشيوعيون: أمميون (يا عمال العالم اتحدوا) مستعدون لخوض الكفاح المسلح لنصرة البروليتاريا في أي بقعة من العالم (شي جيفارا أشهر مثال).
- الجهاديون: أمميون (الأمة الإسلامية) مستعدون لخوض الجهاد المسلح لنصرة إخوانهم في الدين في أي بقعة من العالم (المجاهدون التونسيون في سوريا و العراق أشهر مثال).
- الشيوعيون: سلبوا ملايين الأرواح لكنهم بنوا قناطر و طرقات و مصانع و جامعات و صنعوا سيارات و طائرات و طوّروا أسلحة الدمار الشامل و في سنة 1989 سقط جدار برلين و سقطت معه جل الأنظمة الشيوعية في الاتحاد السوفياتي و أوروبا الشرقية.
- الجهاديون: سلبوا مئات الآلاف من أرواح إخوانهم في الدين و هدّموا قناطر و طرقات و مصانع و جامعات و فجّروا سيارات و طائرات و استوردوا أسلحة القتل و الإرهاب و في سنة 2001 سقطت طالبان في أفغانستان فهاجر المجاهدون العرب و تكاثروا في الجزائر و الصومال و العراق و سوريا و ليبيا و عاثوا في الأرض الإسلامية و المسلمين تدميرا و قتلا و حرقا و نهبا و تهريبا. أتنبأ لهم بنهاية قريبة إن شاء الله.
إمضاء م. ع. د. م. ك.
قال الفيلسوف اليساري المغربي عبد الله العروي: "لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه". و مجتمعنا التونسي عربي إسلامي، شاء اليسار التونسي اللائكي - على المنوال الفرنسي - أم أبَى!
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد الهدام المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، و على كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الخميس 4 سبتمبر 2014.