صين السيد شي وسط أزمات مكتومة!!
الصراع المحتدم بين “عشيرة شانغهاي” و "تيار بكين”!
نشر في 26 ديسمبر 2022 .
لعل تصريح رئيس الوزراء الصينى "لي كه تشيانغ" والذى حذر فيه من أن:
«الاقتصاد الصينى الذى يبدو قوياً ظاهرياً، فإنه يخاطر فى الفترة القادمة بأن يصبح "غير مستقر وغير متوازن وغير منسق وغير مستدام».
هذا التصريح من الرجل الثاني فى الصين حتى الأن يعكس أزمة ذات أبعاد متعددة فيها السياسي وفيها الاقتصادى وفيها النفسي وفيها تصادم الرؤى واختلاف الاتجاهات وتعارض الأمزجة!
تلك الأزمات المكتومة بدأت منذ أن «تفرد» "شي جين بينج" بالحكم و«ألغى» نظام القيادة الجماعية الذى وضعه مهندس عملية الاصلاح الصينى "دينج شاو بينج" بعد السيطرة الأسطورية لزعيم الصين العتيد "ماو تسى تونج".
شي الذى أصبح يسيطر على كل شىء فى الصين فهو رئيس الدولة وزعيم الحزب والقائد الأعلى لجيش التحرير الصينى ، أى (الكل فى واحد)!! قد استطاع فى المؤتمر الأخير للحزب الشيوعى الصينى أن يُقصي جميع معارضيه ، بل وقام بوضع رجاله المقربين فى اللجنة الدائمة للحزب ، وهى الهيئة القيادية العليا التى تحكم الصين .
مما لا شك فيه أن أفكار ورؤى وخطط وطموحات شي تواجه مقاومة مكتومة فى الوقت الحالى ، وإن ظهرت أخيراً بشكل واضح فى المظاهرات الأخيرة والتى خرجت احتجاجاً على سياسته فى اغلاق المدن تنفيذاً لسياسة (صفر كوفيد) تلك المظاهرات التى جعلت صورة الزعيم القوى تتشقق و اضطر شي تحت ضغطها للتخفيف من قيود الحظر الذى فرضه قبل ذلك، وهو على وشك انهاءه تماماً.
كما أن رؤى شي خصوصاً للإقتصاد واعادته مرة أخرى ليسير على النمط المركزى ، بما يقول عنه شي ويعرفه بأنه «الاشتراكية ذات الخصائص الصينية» تواجه الكثير من الرفض والمعارضة خصوصاً من الجناح الصناعى الذى يُطلق عليه (عشيرة شانغهاي).
وعشيرة شانغهاي هى أقوى التيارات السياسية التي تكونت في الماضي حول الزعيم التاريخي السابق "جيانغ زيمين"، والتي كان يقودها "زينغ كينغ هونغ" ، عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي السابق قبل أن يقضى عليه شي بحجة محاربة الفساد ويقصيه نهائياً خارج الملعب السياسي الصينى.
فى تقديرى من متابعتى الحثيثة للأوضاع فى الصين أن الفترة القادمة سوف تزيح الكثير مما هو خافى تحت السطح من احتدام الصراع بين الجناح الصناعى الصينى والمسمى “عشيرة شانغهاي” وبين الجناح السياسي الصينى المسمى "تيار بكين”!