"المطلوب أن لا ينظر كل فريق إلى إرثه بوصفه نصا مقدسا أو وحيا منزلا, فكل فريق هو في أحكامه و مقولاته نتاج زمانه و تاريخه و مقالاته إن هي إلا أقنعته وهو إن فعل ذلك أن يضع تراثه موضع الفحص و النقد." -علي حرب (الفيلسوف اللبناني يتبع مذهب الفلسفة التفكيكية.)
الألهة أثينا و الأنسنة
أثينا, الذات العليا, القيم الإنسانية, ذروة الأنسنة, المبجلة لدى القائد بيركليس. و من هنا إلى مقولة السفسطائي بروتاجورس "الإنسان هو مقياس الأشياء جميعا" الدالة على أن الإنسان كان محور تفكير الفلاسفة بعد أن كان التركيز على الطبيعة الأم في العصر الهيليني. و مقولة سقراط "اعرف نفسك"و فلسفتي في الحياة. فالفلسفة السقراطية العقلانية (أثينية) تبجل العقل الجدلي, القادر على إنتاج المعرفة على نقيض العقل البشري القياسي المستهلك, الداعم الأول للأساطير الرافض للتطور و التغيير. بيد أن العقل البشري يتبع المنطق (عدم التناقض) أي غير مبني على إدراك مشخص. و في الوقت عينه غير قادر على رؤية الواقع بعين باردة, فالواقع هو قوانين الوجود المادية الموضوعية خارج وعي الإنسان مبنية على قوانين حتمية و احتمالات جزئية. فالعقل البشري غير مبتكر و بعيد عن العقل البعدي لأنه يبحث عن المألوف, رافض للتطور لذلك يحافظ على نتاج زمانه و تاريخه بجر الماضي للحاضر.
من أثينا إلى العصرانية و الليبرالية
العصرانية تعني الحكم للزمن (العصر المعاش)لان المستوى المعرفي للإنسان يتطور و الشريعة خاضعة للتصرف الإنساني, فالعصرانية تركز على الحاكمية الإنسانية و تغفل الحاكمية الإلهية. تأسست العصرانية على يد السيد احمد خان ردا على الإستعمار البريطاني للهند في القرن التاسع عشر. و من أتباع التيار العصراني , محمد إقبال, أمير علي, صلاح الدين خدابخش و مهد التيار العصراني الطريق إلى الليبرالية- الممثل الرسمي للطبقة الوسطى. و في الليبرالية الحرية تمارس مقيدة و فقا للدستور المستمد من حاكمية الله فقمع الحرية و التعدد يؤدي إلى Enantiodromia وفقا لعلم النفس اليونجي.
الليبرالية
أسس جون ستيوارت ميل مذهب المنفعة أو مذهب السعادة العامة المترجمة في الفكر الليبرالي فالسعادة العامة نحصل عليها عن طريق اللمكات العقلية لا اللذة Hedonism و أساس المنفعة هو الضمير الحي و فيها يخضع الإنسان حقه الطبيعي للقانون الطبيعي. و من الفكر الليبرالي المترجم في مذهب المنفعة إلى الليبرالية في الإقتصاد, ف "دعه يعمل, دعه يمر" شعار فيزوقراطي رافض للتدخل الحكومي و يشجع على الإقتصاد الحر. و الليبرالية في السياسة تؤيد نظام الدولة, النزعة القومية و التنوع العرقي و يحترم الإختلاف للتنوع و ليس للخلاف. الليبرالية تخدم الإنسانية و لا تعارض فطرتنا لانها تحفز الذات العقلانية و أثينا و كونها تسعى إلى الحرية المقيدة لان الحرية المطلقة هي فقدان مطلق للحرية الحقيقية.
-
Dina SarairahA truth seeker who is busy looking at the sky:Engage with the Nature of the world