في تاريخنا منذ أن أستولى معاوية بن أبي سفيان على الحكم الى الْيَوْمَ لم ينتصر الله للشعوب من الظالمين والطغاة وإنما يسلط ظالم على ظالم آخر فيقضي على الظالم الأول ويلتفت إلى المظلومين ليستمر في ظلمه حتى يأتي ظالمٌ يقتلعه ويتسلم صولجان الظلم ليهش بهِ على رعيته ويبني به مصالحه حسب دعم الزبانية وغفلة المستضعفين! اما إنتصار إعادة المظالم للمظلومين فهذه قد أنتهت مع آخر قطرة في دم على بن أبي طالب ( بإستثناء عمر بن عبدالعزيز ) .
ليس من سُُنن الله تعالى أن يجعل الدنيا جبر خواطر للمنبطحين كي يظهر لهم من ينتصر لهم، لأن الطامحين ينتصرون لأنفسهم من الظالمين ليحافظوا على إمتيازات سابقيهم و يضيفوا عليها مايمكنهم صولجانهم وطغيانهم. هكذا فعل العباسيون الذين أستخدموا مظلمة العلويين ليصلوا إلى الكراسي فلم ينصروا أصحاب المظلمة ولَم يرحموا بقية الناس بل أنهم واصلوا طغيانهم وجبروتهم حتى أن دموع هارون الرشيد التي تستدرها مواعظ أبن السماك لاتختلط مع دماء منتقدي حكمه الذين تطير رؤوسهم بيد السيّاف، وبين جولة إستدرار الدموع وجولة قطع الرؤوس هناك جولة واسعة من البروباغاندا والإرتزاق والرعب وتغييب الوعي. وكذا في مصر سقط المماليك على أيدي محمد علي في مذبحة القلعة فكان مصير الشعب المصري على أيدي حكام الدولة العلية ومن جاء بعدهم يماثل مصيره على أيدي المماليك!.
حكمة الله جعلت الدنيا لمن يتبع السنن فإن سبق لها ظالم نال منها بقدر عمله وجهده وإن تغافل عنها مظلوم أو صاحب حق أخذت منه اضعاف مايتفادى شره!
لو أنتظر الغربيون عودة المسيح أو ظهور " السياسي النبيل " ليخلصهم مما هم فيه لما رأينا الحاكم يُحاسبُ على الدولار الواحد قبل أن يغادر كرسي الحكم، والإ فالسجن أولى به .
في الدنيا لايظن المظلوم المستند على كوعه أن الملائكة ستأتي بأمر تحسين وضع إلهى لتقتلع الظالمين! فلم يذكر تأريخنا العربي أن زعيماً أو حاكماً أنتصر للظالمين من ظالم، وإنما الصراع كان بين الظالمين الذين لم يخرج المظلومون من بينهم سالمين برغم تكرار الدعوة المسجوعة!
هذه هي الدنيا أما الآخرة فهناك موازين غير موازين الدنيا !
نواف بن جارالله