تلك الأحداث المفصلية التي تغير مسارنا، أو تلك التي تغير فكرًا قديمًا قد اتخذ منه العنكبوت بيتًا، من الجدير بنا أن نسميها بالمعجزات؛ معجزات ضمن نطاقنا الشخصي.
لعلها صفعة رتبها القدر لنستفيق، أو لعلها استجابة لدعاء كان منبعه خوف أو ربما قلق، ولكن في المحصلة قد زال الغشاء عن البصر، فأخذ العصب البصري بنقل الصورة الكاملة والواضحة للدماغ.
منعطفات الحياة الحادة تبقى كما هي؛ بالحدة ذاتها، لكن نحن من يتغير، إن صعوبات الأمس لم تعد اليوم سوى أمور تدعو للضحك، وهكذا ستكون صعوبات اليوم في الغد، ربما كان السبب أننا واجهناها فتخطينا الخوف أو أننا قد أخَذَنا الوقت في التفكير بها حتى اضمحلت وأصبحت في عِداد اللاشيء.
هكذا يتطور تسلسل الأفكار فيصبح منطقيًا أكثر، وعليه ستكون القرارات أكثر حكمة من سابقاتها، قد لا تكون حكيمة بالمعنى الكامل ولكنها على الرغم من ذلك أكثر حكمة.
الحياة بسائر محطاتها، إما أن تضيف أو تنزع منا شيئًا في كل محطة، فلا نعود كما كنا؛ نتغير رغمًا عنا..