سارتْ السيَّارة مبتعدة عن مسقط رأسي,
عندما كنتُ أنظر الى الشجيرات
التي قضيْت جُلَّ طفولتِي فيها
تختفي رويدا رويدا ..
علمت حينها أنه سيكون فراقًا طويلا,
تركتُ أحزاني هناك والتفت لأبدأ حياةً
جديدة لن تكون فيها لا أم ولا أب ..
فقدتهما قبل أسبوع
وتركتهما بعد اصرار كبير من عمتي
لأذهب للمدينة لم أكن أعرف عنها شيئا
كما قلت سابقاً كانت طفولتي وجزئ
من مراهقتي هناك لكن ترك الأحياء
أكثر ألما من ترك الأموات ..
تركته هناك أيضا
الذي وعدني أنه سينتظرني
حتى نهاية حياته ان أجبر ,
كانت كلماته الأخيرة
{لا أعرف كيف آخذ النفس بدونك..}
قد غرستَ رمحًا في قلبي
على كل سأبد حياة كأصحاب الطبقات
الرَّاقية الدراسة في مدارس خاصة
الألبسة والمجوهرات الحفلات, الصديقات
كم أشعر باِشمئزاز منها
بينما تصر عمتي على أنني سأكون أفضل
هناك..
*بعد خمس سنوات *
نزلتْ من القطار
وفي عينيها النيتين تلمع نظرة
حنين
عندما رأت هناك في الزاوية
عندما رأت صديقة الطفولة
بانتضارها عانقتها بكل شوق
عندما انتهى ذلك الشوق قليلا
سألتها أين زيد
تغيرت ملامحها وقالت زيد ؟
اجابتها بمرح نعم زيد
لقد تزوج زيد, لقد تركتيهضنّ أنك لن تعودي
كلَّا وعدني بانتضار طوال عمره
يتغير الناس عزيزتي
الا زيد لن يفعلها
من الطبيعي زواجه بسن 25
يستحيل ذلك خذيني اليه الأن
لكن! حسنا سآخذك الى عمله
دخلت تلك العيادة
واتجهت بي الى غرفة
كتب عليها الدكتور زيد ***
قرعت الباب أجاب
ادخلي
لقد ضنك الممرضة
اتركيني وارحلي سأدخل بمفردي دخلت
وعندما رآني رتَّب جلسته
ودعاني للجلوس تفضلي
وبدأ ينتظر أن أبدأ باخباره عن اعراض مرضي
قائلا تفضلي
أجبته مرضي ؟
ابتسم طبعا
بادلته ذلك وقلت ألم شديد في صدري أحسأن قلبي سوف يقتلع
أجابني بسرعة أفقدت قريبا أو حبيبا
قلت نعم فقدته منذ خمس سنوات
بقي ينظر فترة قبل أن يقول اسمك ؟
قلت أمل يا زيد
اتسعت عيناه وهو يتفقد بعينيه وجهي
أخرجت تلك الصورة كنا التقطناها سابقا
لكي نحدث أولادنا عنها والقلادة التي
قدمها في عيد ميلادي 15
وضعتهما أمامه وقلت بحزن أتزوجت
أشاح بنظره عني
خرجت من الغرفة وأنا أحبس الدموع
خرج بسرعة وقال {نحن نكبر نتغير يا أمل}
لم أجب بشيء وذهبت لأحجز تذكرة القطار
وقفت الصديقة التي لم تتغير تحاول منعي
من الذهاب اكتفيت لها بجملة واحدة
أنا لا أنتمي الى هذا المكان
وعندما ركبت القطار
قبل أن ينطلق بلحضات وقف زيد من بعيد
وينظر الي
ألا يشبه ذلك قبل خمس سنوات
وعدتني هكذا أمام سيارة عمتي {سأقتلعك من ذاكرتي يا زيد }
-
ابتسم فأنت ميتكاتبة روائية