ست خطوات تساعدك على القراءة الفعالة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ست خطوات تساعدك على القراءة الفعالة

منهجيتي الشخصية في القراءة خلال عام كامل من التحدي

  نشر في 05 يناير 2022  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

كنت فيما مضى أقرأ بعشوائية واعتباطية دون تنظيم ولا تخطيط، لكن لما جربت في السنوات الأخيرة القراءة بمنهجية وأهداف واضحة وجدت الفرق كبيراً جداً وصرت أستفيد أكثر مما أقرأ.

وإليك - أخي القارئ - منهجيتي التي أتبع عادة علماً بأني أؤمن أن لكل إنسان ميولاته واهتماماته وأولوياته وانشغالاته، فقد تستفيد منها كثيراً وقد تأخذ منها الشيء اليسير المفيد بالنسبة لك.

المنهجية تعتمد على ست خطوات رئيسية :

أولاً : التحفيز والدافع الداخلي :

يعد التحفيز من أهم الأمور التي تجعل الشخص يقوم بأي مهمة كيفما كانت، وعادة القراءة كذلك لن تتكون لدى الإنسان إلا عندما يكون لديه دافع ويشعر بشيء من المتعة واللذة وهو يقرأ. لذلك اسأل نفسك : ما الدافع الذي يجعلك أو سيجعلك تقرأ؟ ابحث وحتماً ستجد دوافعك الشخصية، وأنا سأشارك معك بعض دوافعي للقراءة :

1. القراءة هي امتثال لأمر الله الأول في كتابه العزيز : (اِقْرَأ بِسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق)..

2. عمل الرسول صلى الله عليه وسلم على نشر القراءة والكتابة في مجتمعه، فجعل فِداء الأسير في غزوة بدر أن يعلم عشرة من أبناء المسلمين القراءة والكتابة.

3. اهتمام علماء المسلمين بالقراءة، كحال ابن الجوزي حين قال : "ما أشبعُ من مطالعة الكتب، وإذا رأيت كتاباً لم أره فكأني وقعت على كنز".

4. تعتبر القراءة اليومية من عادات الناجحين وأرجو أن أكون منهم.. فمثلاً بيل غيتس، مؤسس ميكروسوفت، يقرأ بنهم ويصدر قائمته السنوية للكتب التي يوصي الناس بقراءتها.

5. إيماني بأنه كلما زادت المعرفة اتسعت منطقة المجهول وبالتالي الحاجة للمزيد من الاستكشاف والقراءة. كما قال أنيس منصور : "من المميزات التي أعطتها لي القراءة الاستمرار في القراءة لمن هم أحسن وأقدر مني على أمل أن أصل أو أقترب منهم".

ثانياً : التخطيط ووضوح الهدف :

تعتبر مسألة التخطيط ووضع الأهداف في الحياة أمراً بالغ الأهمية، ولا تخلو أهميتها أيضاً في موضوع القراءة إذ لا بد من تحديد الهدف من القراءة، والسير على بصيرة نحو الهدف، كالمسافر يحدد إلى أين سيسافر، ثم يبحث كيف يصل إلى غايته ويتخذ الوسيلة الناجعة. ولكي تضع خطة مناسبة، اسأل نفسك مجددا : "ما هدفك من القراءة؟".

إن القراءة الفعالة تستحق منا التخطيط والتفكير ونوعاً من المثابرة والعناء، لأنها من أهم العوامل التي تعيد صياغة وجودنا من جديد. وقد صدق عبد الكريم بكار صاحب كتاب القراءة المثمرة حين قال : "أعتقد أننا سنَنَال من القراءة أكثر كلما كان وعيُنا بما نريده من ورائها أكثر نضجاً وتنظيماً".

والأهداف العامة لقراءة معظم الناس غالباً تنحصر في أربعة أمور : إما القراءة من أجل التسلية، أو القراءة من أجل الاطلاع على معلومات ومعارف جديدة، أو القراءة من أجل توسيع قاعدة الفهم والتعمق في موضوع ما أو القراءة من أجل إنتاج شيء جديد.

ثالثاً : التركيز وإدارة الوقت :

يقول عبد الكريم بكار : "لو قُدر للمرء أن يقرأ في حياته 60 سنة، وقرأ في كل أسبوع كتاباً، فإنه يكون قد قرأ نحواً من 3 آلاف كتاب، وهو رقم متواضع جداً بالنسبة إلى ما هو منشور". فبعد أن يحدد القارئ وجهته ويجيب عن سؤال لماذا يقرأ، عليه حسن اختيار ما يقرأ والتركيز على ما يهمه كي لا يضيع وقته فيما لا ينفعه أو في كتب قد تكون أقل من مستواه أو أكبر من مستواه.

ومن المهم مراعاة الوقت عند قراءة الكتب، فإن العمر قصير والعلم كثير، فينبغي على الإنسان أن يعود نفسه ويدربها على القراءة مع التفهم وتحديد الوقت، دون إفراط أو تفريط. ولا شك أن تغيير السلوك في تعاملنا مع الوقت، يحتاج أيضاً إلى وقت، ويحتاج إلى مثابرة وإصرار.

كما أن إدارة الأولويات نقطة لا يجب أن نغفل عنها.. إذ تجد الكثير ممن يدَّعون أن ليس لديهم وقتاً للقراءة قد يجلسون في المقاهي أو يشاهدون التلفاز لساعات طويلة كل يوم أو ترى الهاتف لا يفارق أيديهم ليلاً ونهاراً، لكنهم عن فعل القراءة غافلون.

يكمن السر البسيط في زيادة مقدار القراءة بتركيز القارئ على أوقات نشاطه، وهذا يختلف من شخص إلى آخر، فبعض الناس ينشطون في الصباح الباكر والبعض تعلو همتهم حين يرخي الليل ستاره. فحاول أن تكتشف وقت نشاطك للاستمتاع بما تقرأ وتُحقق الفائدة القصوى منه.

رابعاً : اختيار الكتب :

الكتب نوعان، كتب للثقافة العامة، وكتب للتخصص. وتحديد قراءتك من أي نوع من الكتب أمر مهم، إذ ستترتب عليه أشياء مهمة، منها الاختيار، ومنها التدرج، ومنها تحديد مدى الاستيعاب والفهم والتعمق. والكتب مثل الأطعمة كما يقال، بعضها تشبع منه دون أن تأكلها وبعضها تأكلها دون أن تشبع منها، فاختر ما يناسبك واحرص على التنوع كي لا يخطفك شبح الملل.

شخصياً أقوم غالباً بتخصيص القراءة في موضوع محدد كل شهر (صناعة الثقافة، فن الكتابة، التطوع، التدبر،...)، فيمكن للقارئ اختيار الكتب الشهرية بالتركيز على مجال معين أو تنويع القراءة بين تخصصه والثقافة العامة.

كثيراً ما يطرح علي سؤال الأفضلية بين الكتب الورقية والكتب الإلكترونية، وأنا أفضل الكتب الورقية طبعاً إذ تحس وكأنك تصافح كاتب تلك الكلمات وتشعر بدفءٍ وأنت تلامس أوراق الكتاب وتشم رائحته. أما الكتب الإلكترونية فعادة ما تكون تلك التي أقرأها مرة واحدة كالروايات مثلاً أو كتب لم يتيسر لي الحصول على نُسخها الورقية.

أما عن وقت قراءة كل منها، ففي الغالب الأعم أقرأ الكتب الورقية في البيت وأثناء الخرجات العائلية وأقرأ الكتب الإلكترونية في قاعات الانتظار أو في وسائل المواصلات العامة أو قبل النوم.

خامساً : طريقة القراءة :

بعد تحديد الهدف من قراءاتي كل شهر، أقوم بعملية "إحماء" من أجل وضع قائمة الكتب الشهري، وذلك عن طريق المرور على الكتب في المكتبة، وقراءة بعض العناوين، وتصفح فهاريس بعض الكتب قبل اختيار ما أريد. وقبل الشروع في قراءة أي الكتاب، أقوم عادة بما يسمى "تحضير الكتاب"، وذلك من خلال تأمل غلافه وفتحه من المنتصف والتعرف على عدد صفحاته وقراءة مقدمته والاطلاع على فهرسه وأحياناً قراءة بعض العناوين العريضة وسط الكتاب... وهذه الطريقة مفيدة حين يستثقل المرء القراءة.

يقولون : القارئ الجيد لا يقرأ كُتُباً كَثيرة، لكنه إذا قرأ كتاباً قرأه بطريقة جيدة.

وأذكر هنا بعض ما يساعدني على القراءة بطريقة فعالة :

- تنظيم مكتبة المنزل يساعد جداً في توجيهي نحو القراءة.

- القيام من حين لآخر بجلسات قراءة جماعية مع أفراد الأسرة للتشجيع المتبادل.

- القراءة السريعة مفيدة جداً في بعض المواضيع وفي بعض الكتب كالقصص والروايات أو مواضيع لدى القارئ خلفية ثقافية عنها.

- القراءة في مكان هادئ بعيداً عن التشويش والضوضاء.

- تحضير بعض الأدوات مع الكتاب، كقلم الرصاص والأقلام الشفافة وأوراق الملاحظات اللاصقة.

- تدوين أهم النقط المستفادة من كل فصل في مذكرة خاصة أو على هوامش الصفحات أو أغلفة الكتاب.

- نشر اقتباسات من الكتاب على وسائل التواصل الاجتماعي.

- كتابة مراجعة للكتاب، أو كتابة مقالة أو تحضير محاضرة تعتمد على مراجع سبق الاطلاع عليها.

- مناقشة الكتاب أو بعضاً من محتواه مع أفراد العائلة أو الأصدقاء.

سادساً : جلسات القراءة :

أعتمد على نوعين من جلسات القراءة :

1- الجلسة المطولة : تستغرق من نصف ساعة إلى ساعتين أو أكثر.

2- الجلسة القصيرة : عادة لا تزيد عن 20 دقيقة.

وقد أربط الجلسة بمدة زمنية أو بعدد الصفحات المقروءة أو بجزء من الكتاب. إلا أني عادة ما أحاول الالتزام بقراءة قدر معين في الجلسة، فأضع نصب عيني قراءة ما لا يقل عن 10% من الكتاب مثلاً في كل جلسة وإن زاد في فترات النشاط فذاك أفضل. وقد تكون 10% من الكتاب قريبة من نهاية فصل معين فأقوم بإتمام القراءة حتى نهاية الفصل.

مثال: لو كان كتاب يحتوي على 200 صفحة فإني أحاول قدر الإمكان قراءة 20 صفحة في كل جلسة. وإذا كانت نهاية الفصل من الكتاب في الصفحة 24 مثلاً فإني أقرأ حتى نهاية الفصل الذي أقرأ فيه.


  • 3

  • محمد أيت سدي امحمد
    ماجستير إدارة نظم المعلومات.. رئيس تحرير مجلة التميز.. مدرب في تنمية المهارات ومرافقة المؤسسات.. معد برامج تدريبية تربوية وقيادية
   نشر في 05 يناير 2022  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

hiyam damra منذ 2 سنة
أجدت اختيار العنوان وعبرت بحسن شروحاتك.. موضوع يهم القراء وأهل الفكر المنتج.. بارك الله بكم
2
محمد أيت سدي امحمد
شكرا جزيلا وبارك الله فيكم على مروركم الطيب..

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا