قراءة في رواية انبهار لىرشيد بوجدرة

ليس الأديب إلا وليد بيئته وصورة لعصره ومرأة تعكس حال المجتمع واحواله،وحتى نزويته هذا ما تأكدت منه وأنا اقراء كتاب انبهار لروائي الجزائري رشيد بوجدرة (الحلزون العنيدا). 

رواية تاريخية وقعت أحدثها بدأمن 1945 لتمتد إلى اندلاع الثورة الجزائرية المجيدة 1954،تقوم بتعرية الواقع بفن سردي ووصفي يجعلك تعيش بين ثناي الرواية وكأنها صورة حاضرة أمام قرئها يفحصها ويعينها بكل دقة تسحبك إلى ذالك الزمن الجميل  كما أن اسلوب الرواية يقرب إليك شخصيتها  فتصبح رفيقا وصاحب كل شخصية في الرواية. 

تغوص هذه الرواية،وتتغللغل في المجتمع وفلسفته أين تصف الأحوال السائدة في قسنطينة إبان الثورة التحريرية الكبرى معتمدا بذالك على الشخصيات التي صنعت الرواية واحدثاها

قتلت عائلة لول في مجازر 08ماي1945 فدفعتها جدتها وخالها إلى رجل ثري يروض الخيول فتبنها فتأثرت لول بهذه الحادثة،ومازادها تأثيرا هي جدتها وعائلتها  المتشديدن والمتعصبين كثيرا لتغدو إمرأة متحررة متمردة على القوانين العرفية التي تسود المجتمع أنا ذاك قائلة في نفسها "مجتمع منافق ويربي على النفاق " تمردت على المجتمع فكانت تدخن وتشرب وتمارس الحب مع صديقتها. 

أما ايلا أخ لول بالتبني كان متشبع بالروح الوطنية كان ثريا يدعم الثورة ويجاهد بالنفس والنفيس من اجل استقلال الجزائر فقد تعرض مرات كثيرة للمضيقات والسجن من طرف الاستعمار الفرنسي.،كان من أهم الشخصيات التي اعتمد عليها رشيد بوجدرة لكي يقوم بتصحيح التاريخ الجزائر الزائف المزور فكان يحكي عن نضال ايلا وأصدقائه اليهود الذين وقفو ضد الاستعمار الفرنسي رغم منحهم امتيازات عديدة كقانون التجنيس  رفضوه واعتبروا ان القضية الجزائرية قضية وطنهم  فناضلوا من اجلها 

اما الشخصية الرئيسية التي ربما من اجلها بنيت رواية انبهار هو لام إبن ايلا بالتبني والذي ربته لول ورفقته طيلة طفولته البائسة أين يصفه ويصف هواجسه وصراعه مع نفسه بدأ بسؤال شغل كل تفكيره  هومن انا؟؟

من هي امي؟؟؟ من هو ابي؟؟

سؤال لم يجب عنه لا لول التي ربته ولا ايلا الذي تبناه فكبر مع هذا الاشكال الذي يضع له حدود فيدور في حلقة مغلقة  

كان لام بطل الرواية اين تدور كل الاحداث حوله فقد لحقت به لعنتين لعنة البحث عن الأصل ضف الى لعنة الفسق والتي جعلته بائس منحط ذليل اين وهبت له نفسها مربيته لول قبيل التحاقه بجيش الثورة فجعلته  هذه اللعنة يخوض الحرب لكي يخلص نفسه من هذا العار الذي يلحقه لتصيبه شطايا قنبلة فرنسية فنقل الى موسكو ليعالج ثم الى بكين فاوشكو على بتر رجله لتتداركه العناية الالهية عاد اخير ليستقر في الجزائر وتبقي اللعنة تتبعه ولا تفارقه أبدا الدهر كلما تذكر اسم قسنطينة

إن لكل رواية أغراض او مقاصد تسعى لتحقيقها فرواية انبهار انما كتب لاستحضار التاريخ وتصحيحة معتمدا بذالك على شخصيات فاسقة ولكنها وطنية مؤمنه بالثورة فالثورة الجزائرية شارك فيها الفاسق والمسلم والملحد والعلماني والشيوعي كل الطوائف قدمت من أجل الثورة  وجمعت تحت سقفها  مؤمنة بالجزائر الحرة المستقلة

وما يعاب على هذه الرواية انها رواية متمردة ومتحررة جدا ما جعلها تصنف في قائمة الادب المهمش كونه يخدش خدشا في المجتمع وثوابته الاصيلة