فى الماضي لم انشغل مطلقا بإجابة هذا السؤال باعتباره بديهيا جدا فالوطن بالنسبة لى حينها هو مصر البلد الذي ولدت فيه واحمل جنسيته واحب مصر لان  "مصر  هى امي ونيلها جوه دمي و blah blah blah" بصوت الفنان احمد حلمي فى فيلمه الرائع "عسل اسود". كانت نظرتي هذه سطحية بالكامل ولكن بمرور الزمن اكتشفت ان هناك معنى اعمق بكثير للوطن لكني ايضا لم ابذل جهدا فى وضع تعريف محدد للوطن يعكس قناعاتي الجديدة واستمر الوضع هكذا حتى شاهدت لقاءا فى التلفاز  يطرح فيه هذا السؤال على مسؤول رفيع المستوى وجاءت اجابته غاية فى البلاهة والحماقة بلا اى معني، بالطبع لم تلقي اجابة هذا المسؤول اى قبول لدي فقررت حينها توجيه هذا السؤال لنفسي : ما هو الوطن فى رأيي؟ اليكم خلاصة اجتهادي للاجابة حاولت قدر الامكان ان تكون تلك الاجابة عبارة عن تعريفا واضحا وعقلانيا يعكس قناعاتي الحالية وهي كالتالي : 

1- الوطن هو المكان الذي اجتمع فيه بعائلتي واصدقائي وكل احبائي.

2- الوطن هو المكان الذي لدي فيه ذكريات متنوعة سواء سعيدة او تعيسة.

3- الوطن هو المكان الذي يربطني بأهله روابط انسانية تنشأ نتيجة للاحتكاك المستمر والعيش فى بيئات متشابهة.

نتيجة لهذا التعريف استطيع القول ان وطني الحالي هو مصر لانه ينطبق عليه الشروط الثلاثة للوطن لكن هذا الوطن ليس ثابتا الى الابد قد اجد مكانا اخر في المستقبل ينطبق عليه نفس الشروط الثلاثة فأقرر اعتباره وطني الجديد, هل لو حدث هذا يعتبر خيانة لمصر؟ هل لو اخترت بإرادتي استبدال مصر بوطن اخر يصبح الزاميا علي ان اكون عدوا لمصر؟ الاجابة بالطبع لا ومن يظنون ذلك يتعاملون مع الوطن بنوع من التقديس الذي لا يليق هؤلاء يصنعون من الوطن صنما يعبدونه من دون الله.

سؤال اخر هل يمكنني الجمع بين وطنين؟ ايضا الاجابة نعم وفقا للمفهوم الذي شرحته اعلاه.

الخلاصة :

الوطن "شئ" جميل وحبك لوطنك شئ محمود لكنه لا يجب ان يكون مطلق بلا عقل او بصيرة اما الحب والتأييد المطلق يجب ان يكون لله الخالق وحده دون المخلوق.