خيال علمي : يوميات ليليان
الجزء الاول "احتفال وغرابة"
نشر في 17 أبريل 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
المقطع الثالث:
أصدقاء أنا مريضة، بؤبؤا عيناي الجميلتين حساسين جدا لذلك أضع عدستين خاصتين لحمايتهما إلا وقت النوم، فأغمي علي من ألمهما كوني لم أضع العدستين، هذا ما روته لي أمي بعدما إستيقظت ووجدت نفسي في السرير والجميع يتحلقون بي، ولم تنسى أمي أن تثني كثيرا على مساعدة الأسرة لي، ثم أخذنا نتعارف ونتحادث جميعا وقال الأب:
(بعد إحتفال ثلاث ساعات متتالية، قررنا التوجه لكوكب أوزيروس، لأنه جميل ونود زيارته سوية، ومثلما ترون لا زلنا بثياب الإحتفال، نحن سعداء جدا بالتعرف عليكم لعلنا نعود لزيارتكم مرة أخرى، ليليان إبنتي لا تنسي العدستين فعيناك الحلوتين لا يستحقان الألم والمرض، حمدا لله على سلامتك ).
لقد لاحظت الأم إنبهاري الشديد بالرحلة الفضائية، فطلبت من أمي وأبي إصطحابهم في تلك الرحلة والتي طمأنتهما لقصر مدتها، فوافقا لإسعادي كوني لم أسافر قط لكوكب من قبل.
وبعد ساعتين وخمس عشرة دقيقة وثانيتين من الغوص وسط النجوم بين أحضان السماء الزرقاء وصلنا، فإرتدينا أحذية خاصة للمشي المستحيل على سطح أوزيروس، أما التنفس فيسير كون هذا الكوكب والأرض المنفردين بإمكانية التنفس عليهما، ولونه يؤكد ذلك فقشرته السطحية تمتص ثنائي أكسيد الكربون ناتج التنفس، وهو المعروف بلونه الأسود.
وبينما كنت أرقب كل جزء فيه بسعادة رئيت شيئا عجبا الأسرة تمشي بشكل طبيعي من دون تلك الأحذية،ثم قدمت لي الأم وقالت في خجل:
(ليليان، إسمعيني ما إحتجنا يوما هذه الأحذية للسير فوق أوزيروس، أوزيروس كوكبنا وفيه حياتنا، ونحن مخلوقات فضائية). ثم قالت:
(لا تردي الأن، فقط أتركيني أكمل حديثي، نحن أسرة ببساطة، تحب إبنها وإسمه لوسيان، هو يعاني مرضا عضالا هو السيمانور اللعين، وعلاجه بيدك أنت لأنك إنسان، وهو يحتاج قطرات من دمك تحقن في كل جسمه ليشفى، فأنظري ماذا ترين يا إبنتي؟)
رددت وقد راودني شعور غريب كنت محبطة وخائفة وسعيدة أيضا، فقلت:
(أيتها الأم الطيبة، سأساعد لوسيان وأنا لطالما رجوت من الله أن يجعلني سببا في سعادة إنسان. لكن لدي سؤال أولا، يا خالة، ما سر هذه العبارة على صدوركم؟) بكت الأم وأجابتني:
(نحن الفضائيون إن عظم ألمنا من شيء ما، كتب على صدورنا، و لا يذهب إلا إذا زال ذلك الألم).
فذهبنا للمستشفى، وفور وصولي، بدت بهجة غامرة على وجه الطبيب، وقال لي:
(إتصلت بي الأم وأخبرتني بموقفك، شكرا يا إبنتي، أنت حقا ذات قلب طيب ومشاعر رقيقة وحس مرهف ما أجمله!)
عندئذ لم أشعر بوخز الإبر تمتص الدماء من عروقي كريات حمر وبيض وبلازما كذلك، فسمو الموقف كان يغمرني، وبعد ساعتين أقبل الطبيب يزف البشائر، بشرى شفاء لوسيان، وبشرى إختفاء العبارة من صدور الأسرة أما وأبا وأخا صغيرا، وبشرى ثالثة، نعم ثالثة.
يا أصدقاء لن تصدقوا ما حدث لقد أعلم الطبيب رئيس جمهورية الكوكب بكل ما حدث لحظة بلحظة، فإذا به يأتي للمستشفى شخصيا ليشكرني ويمتنني على فعلي، الذي وصفه بالنبيل غير المعهود في البشر. كما أنه أعلنني سفيرة للنوايا الحسنة بين الأرض وكوكبه، بعد إذ ألبسني وسام هذه المهمة النبيلة والسامية، وقد وعد كذلك بتدخله للظفر بالهدنة بين الأرض وكل من أورانوس والزهرة، فهؤلاء فقط يملكون حياة لأناسهم ولو بشكل مختلف.
وأخيرا بجهاز متطور يشبه الهاتف أصبحت مشهورة، حيث رآنى كل أهل موطني، فقد بثت هذه الأحداث الأخيرة أمام أعين العالم كله مباشرة عبر التلفاز.
يا أصدقاء، حينها عجبت كثيرا من ذلك الرئيس، عجبت من تواضعه، عجبت من حكمته، وعجبت من نبله أ تصدقون أنني لما رأيته لم أعلم أنه الرئيس فما يميزه عن شعبه فقط وسام على صدره كتب عليه أوزيروس. لقد كان صالحا ومقداما بالفعل، ليت كل إسنان مثله.
أسفة يا أصدقاء نسيت أن أقول أن رئيس اليابان بصفته رئيس الدولة الأولى عالميا، وافق على الهدنة وعلى مهمتي. فعمت القيم والأخلاق، وتمثلها الناس، فبعد شهرين صرحت وكالات أنباء أوزيروس بإختفاء وباء السيمانور، كون أناس كثر إقتدوا بما فعلت، وساندوا إخواننا سكان كوكب أوزيروس، الذي تمتع بخزان دماء بشرية ضخم جدا في حال قرر السيمانور الهجوم مجددا.
وسكان أوزيروس كانوا كرماء معنا أيضا فقد زودونا بحجارة براكينهم ذات الصهارة الهيدروكربونية، وأرشدونا لصهرها، وإستخدامها بدل البترول.
والأن يا أصدقاء أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه حتى لقاء أخر قريب، لكنه غريب.
في امان الله مع تحيات صديقتكم ليليان.
"النهاية" الى اللقاء و الجزء الثاني "مشاعر واحاسيس مبعثرة"
بوزياني مريم
-
Meriem Bouzianiأهلا بكم في صفحتي المتواضعة هذه أتمنى أن تحبوا ما أكتب وتبدوا لي اراءكم ونصائحكم لكتابة أفضل وأكثر تطورا وشكرا ^^.
التعليقات
تمنيت أن القصه تستمر ، رائعة جداً ..
اسلوبك أيضاً كان رائع ، أتمنى أن أرى اسمك ذات يوم على لائحة الروائيين المشهورين، وأن اشتري رواية منك ذات يوم.....
جميلتي ،
دمتي بالف خير، بالتوفيق ...:-)
"خيالية بأمتياز "
تستحقي إعداد افلام كارتون وليس قصص ،
لأن اسلوبك في روح حيه !!
اسلوبك يدخلني لعالمك ،
عالم قصصك !!
عرفت شخصيتك من اسلوبك !!
انت " طفولية ومرحة وقلبك نقي وابيض "
لا اعلم كم تبلغين من العمر،
لكن أي كان عمرك ، اريد ان اقول
ان رائحة شخصيتك الوردية انتشرت في إبداعات قلمك ،
لاتتوقفي عن هذا الأسلوب الخيالي في الكتابة ، فإن توقفتي ستجدي نفسك شيئا فشيئا عاجزة عن كتابة القصص الخيالية،
ولا اقول لك حديثي هذا من فراغ بل من واقع حدث مع الكثير ....
- اسعد كثيرا كونك لاتزالين طالبة تدرس ومع ذلك تكتب وتحلق في الخيال،
كونك لم تدفني مواهبك وقدراتك بسبب الإنشغال بالدراسة والحياة اليومية ،
ادام الله لك موهبتك ،
بإذن الله سيلمع اسمك في سماء نجوم "مؤلفي القصص"
استمري وواصلي ..دمتي بخير ``
وفقك الله