بعيدة عن الشكوك سيدتي.
بعيدة أنتِ عن الشكوك، فأنا أضمنك حتى العظم .
قلبك معي، روحك معي ، حتى ظلك سيدتي ، واغفري صراحتي، بدأ يتبعني في أيّامي الأخيرة.
لستُ وحدي سيدتي في الغربة، يمكنك أن تضحكي، فأنتِ معي ، في حركاتي ، في سكناتي، بدأتِ تغزين من الوريد إلى الوريد، مملكة الصور الجميلة.
حبك الجارف حبيبتي، قد اقتلعني من جذوري و جرف معه كل الأزهار التي نمت قبل موسم عشقي لك. ولغرابة الأمر ، أو ربما للذاذة الأمر ، أنني غير آسف ‘إلا على لحظات كان من الممكن ان نكون فيها سويةً، تتكئ روحينا على بعض، ويتعربش علينا الحب كنبات الداليا، تُزهر أعيننا و الشفاه بكلام ليس ككلام الناس، بأبجدية لا تشبه إلا أبجديتنا ، بنقاء لا يُشبه إلا نقاءنا.
لا أشك فيك سيدتي، لأنني وببساطة، اُعاني ما تُعانين، رغم مغامراتي وهذياني السابق عام ميلادك ، اُعاني فقداناً لذيذاً في الذاكرة، فلا أذكر إلا صورتك، ولا أستسغ إلا صوتك، ولا أحب ، لا أحب ، إلا مرافقتك.
-
Nafez Sammanكاتب و باحث و روائي سوري