تقييد الأفراد و قياس مهاراتهم وقدراتهم على جوانب محددة و شائعة كالقدرات اللفظية والكمية لا تُعد وسيلة لقياس الذكاء بشكل عام !

بل أُحصرت على قياس الجانب المعرفي فقط !

و لكل شخص فروقات يتفوق بها عن غيره فالجانب المعرفي مُختلف تماماً عن الجانب المهاري , و بفضل الله و رحمة منه أنه أنعم علينا و ميزنا عن مخلوقاته بالعقل , و لنعمه حِكم ذكرها في كتابه كما أنه حثنا على العلم ,

و العلم لا يحدث إلا بالتعلم ’ و التعلم يكون بالتفكير و التأمل ’ و التفكير يقود إلى الابداع !

فلكل عقل عدة جوانب و مهارات مُختلفة , و كل فرد قادر على تنميتها و استغلالها لوضع بصمة تميزه عن غيره , ولولا فضل الله ثم المبدعون لما كان لدينا العديد من المخترعين و المنجزين و رواد الأعمال و المؤلفين و غيرهم .

و لكن البعض لا يُدرك مدى قدرة طاقته المكبوتة التي قد تخرج منه مالم يتوقعه .

فالمهارات تتحدد من السمات الشخصية و ميولها , فلا تستصغر عملاً قد يكون مبهراً لدى البعض , فخلف كل عمل بسيط إبداع مُختلف .

نعتقد بأن المخترعين أشخاص غير عاديين و بإمكانهم تحقيق خيالاتنا

كما أننا نعتقد بأن المستكشفين بإمكانهم معرفة ما لم نستطيع معرفته

و نعتقد بأن المؤلفين بإمكانهم تدوين ما لم نستطيع تدوينه

و كل ذلك اعتقادات باطلة لأن هؤلاء الأشخاص اختلفوا عنا بأنهم استطاعوا استغلال عقولهم و أدركوا الجوانب المختلفة التي تحملها سماتهم الشخصية ولم يستصغروا عمل بسيط لأنه سيجلب لهم أعمال عظمى تصنع منهم شخصاً مُبدعاً .

قد يتبادر في أذهان البعض سؤالاً : كيف أكون مُبدعاً ؟

ستكون الاجابة كما قالها أحد العلماء في اللغة الانجليزية :

Thinking outside the box

التفكير خارج الصندوق

الاجابة بشكل أوضح :

هو عندما ترغب بأن تعمل بشيء لا تضع حدوداً تقيدك سوى رضا الله سبحانه و تعالى و اعلم بأنه ليس فقط الابداع يعتمد على كل جديد بل هناك إبداع يحتاج للتطوير قد يكون بين يديك و بقدرة عقلك .

تذكر دوماً بأن ما مُنح لغيرك أنت رزقت به

و ما تحمله بداخلك من طاقة قد تُغير بها نفسك قبل عالمك !

كتابة : روان سليمان الجميل