ألسنا مصريين؟! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ألسنا مصريين؟!

  نشر في 28 غشت 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

منذ عدة سنوات أصدر رئيس الجامعة أمر بمنع المنتقبات من دخول الإمتحانات فمنعت زوجتى و زميلاتها من أداء الإمتحان لتمسكها بالنقاب و احتسبت ذلك عند الله- عزوجل-  و دافعت هى زميلاتها عن حقهن و لجئن للقضاء و ربحن القضية , و على الرغم من ذلك تمسكت إدارة الجامعة بقرار رئيس الجامعة – الذى انتهت ولايته و أتى بعده رئيس جامعة اخر و انتهت أيضا ولايته واتى ثالثا – و بذل محامى الجامعة كل وسيلة ممكنة لإستئناف الحكم و إطاله امد القضية حتى بدأت استشعر أنه يعتقد ان أولئك المنتقبات يحملن الجنسية الإسرائيلية و يمارسن الجاسوسية للكيان الصهيونى و كم كنت أتمنى أن يجه كل تلك الحماسة البذل لمحاربة الفساد المستشرى فى الجامعة , وعلى الرغم من تخرج زوجتى و زميلاتها فى الكلية و إنتهاء فترة دراستهم بالجامعة إلإ أن القضية مازالت حتى الان أمام القضاء وكل بضعة شهور يأتى خطاب من المحكمة معلما إياهن بموعد الجلسة القادمة , إعتقدت أن هذه الممارسات كانت حكرا على فترة ما قبل الثورة تلك الفترة التى تعمد فيها مبارك و زبانيته التنكيل بكل ما هو إسلامى و اعتقدت أن مثل تلك الممارسات قد إختفت أو قلت بعد الثورة ولكن حدثت امامى العديد من المواقف التى جعلتنى أتشكك فى ذلك الأمر , كان اخر تلك المواقف منذ أسابيع قليلة فلقد دعانى أحد أصدقائى لحضور حفل زفافه فى إحدى قاعات الأفراح التابعة للجيش , ولكن المفاجأة كانت فى أنى و زوجتى ممنوعين من دخول ذلك المبنى الذى يضم تلك القاعة..لماذا؟ لأنى ملتح و هى منتقبة, وما الجريمة فى ذلك ؟ لا أدرى , ولماذا تمنعوننا من حقوقنا الإجتماعية و الإنسانية المكفولة لنا بالدستور الذى أقسم الجيش على حمايته؟ أيضا لا ادرى , هل تمنعون السافرات و الخليعات و المتبرجات من الدخول ذلك المكان ؟ طبعا لا فهى على الرحب والسعة , فلماذا تصبح سنة النبى و أمهات المؤمنين منبوذة مرفوضة بينما الإنحلال و السفور مرحب بهما ؟ الأ يغذى هذا روح الإنعزالية و التطرف لدى المتهورين من الشباب؟..كلها أسئلة دارت بخلدى و زادت من إحباطى تجاه الوضع القائم ولكن لأنى تعودت على البحث عن بصيص الضوء وسط أمواج الظلام مستعينا بالله فى ذلك فقد طرحت الأمر خلف ظهرى و تناسيته و لكنه عاد مجددا إلى ذهنى بالأمس عندما حكى أحد الشباب موقف مشابه حدث له عندما أراد أن يشترك لإبنه الصغير فى رياضة السباحة بأحد النوادى القريب من منزله و الذى تشرف عليه القوات المسلحة , و من باب الأمانة سأنقل لكم نص الحوار (باللهجة العامية) بين ذلك الأب و إدارة النادى كما حكاه الأب الشاب بالضبط أثناء تقديمه للأوراق المطلوبة :

الموظفة :- ايه ده هي مامته منقبة ؟

الأب:- اه

الموظفة :- طيب هاتلي الاول موافقة مدير أمن النادي

الأب:- تمام مفيش مشكلة فين مكانه ؟

مكتب السيد الرائد مدير امن النادي

الأب :- من فضلك محتاج ابلكيشن و موافقة من سيادتك اقدمها للموظفة

الرائد :- متأسف ممنوع دخول منتقبات جهات عسكرية دي تعليمات

الأب :- انا مستعد اجيبلك توصية امنية وتقرير امنى كمان

الرائد :- الموضوع له بعد اجتماعي حتى لو جبت توصية امنية

الأب :- مش فاهم بعد ايه ؟

الرائد :- اصل العضوات ممكن يتضايقوا من مظهر المنتقبة ويتسبب مظهرها ف ضرر نفسي لهم

الأب :- هو ده افتراض و لا حد منهم اشتكى قبل كدة ؟

الرائد :- دي تعليمات غير انه جتلنا شكاوى من العضوات تأذيهم ورفضهم تواجد منتقبات

الأب :- طيب لو عضوه دخلت بميني جيب العضوات ايه موقفهم؟

الرائد :- ابتسامة

إنتهى

شعرت بالمرارة مجددا عندما عرفت حكاية ذلك الأب الشاب و بدأت الأسئلة تعربد فى رأسى مجددا: ألسنا مصريين لنا حقوق مماثله لحقوق باقى أبناء مصر ؟ ألم نقف دائما مع الوطن فى أوقات الشدة؟ ألم ُيقتل أخونا العزيز مصطفى عبدالرحمن أمين حزب النور فى شمال سيناء لأنه حارب أفكار داعش و لم يرضخ لتهدياتهم فلم يرو بدا من إسكاته للأبد ؟ ألم ُيعتدى على كثير منا ماديا ومعنويا لأننا رفضنا سفك دماء المصريين و اثرنا مصلحة الوطن على المصالح الشخصية المحدودة ؟

كم شاب لعب المتطرفون بعقله حتى أصبح خنجرا ماضيا فى ظهر الوطن ثم هداه الله على أيدى هؤلاء الملتحيين الممنوعين من ممارسة أبسط حققوهم الدستورية؟

كم إمرأة كانت ستربى أبنائها على التشدد و التطرف ليصبحوا قنابل موقوته تهدد السلم المجتمعى لولا تدخل أولئك المنتقبات المنبوذات من قبل إدارة المؤسسات العسكرية ؟

إننا كملتحين ومنتقبات – خاصة المنتمين منا للدعوة السلفية - قدمنا للوطن ما لم يقدمه كثيرون من أصحاب السراويل المقطعة و الأسنان المصفرة من السجائر و الملابس التى تعرى أكثر مما تغطى , لقد بذلنا ومازلنا نبذل لأجل هذا الوطن , لأن الله كما أمرنا فى شرعه باللحيه و النقاب أمرنا أيضا بالحفاظ على الدماء و الأوطان , و إذا كنا كما نعتنا الرئيس بنفسه و مستشاروه سابقا بــ ( الوطنين المحبين لمصر ) فلماذا نمنع من ممارسة أبسط حقوقنا ؟ لماذا نمنع من تولى أى مناصب قيادية و يقدم علينا غيرنا - الأقل كفاءة - لأننا ملتحون وهم حليقون ؟ لماذا نعامل بإمتهان فى أقسام و كمائن الشرطة و و كأننا نخبىء قنابل فى اللحى و ألغام تحت الأنقبة؟ ألا تؤذى تلك الممارسات العنصرية بكثير من الشباب العاطفى للشعور بالعزلة المجتمعية فيضحى فريسة1 لدعاة التطرف و ما أكثرهم ؟

أنا شخصيا على قناعة تامة بأن الجيش المصرى ليس علمانيا على العكس هو أقرب كثيرا للتمسك بالإسلام منه للعلمانية , و لكن بماذا سأجيب إذا سألنى أحد هؤلاء الشباب المتشكيين قائلا :  "إذا كان الجيش ليس علمانيا ولا محاربا للإسلام كما تقولون فلماذا يمنعكم من ممارسة حققوهم ويضيق عليكم لمجرد أنكم تحملون سمتا إسلاميا؟" .

لقد تعودنا – كملتحين ومتقبات - على الضيم و الظلم و لكننا ما نبذل ولا نضحى لشخص ولا لمؤسسة و إنما إبتغاء وجه الله – نسال الله الإخلاص - لذا فلن تزيدنا تلك الممارسات الإستفزاازية إلا تمسكا بنهجنا الإصلاحى السلمى المحافظ على الوطن , لكن قلبى يقطر دما على أولئك الشباب الذين تدفع بهم مثل تلك الممارسات الأمنية العنصرية إلى اتون التشدد و التطرف فيفسد ويفسد و يتزف الوطن أكثر و أكثر و إلى الله المشتكى .




   نشر في 28 غشت 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

Mostafa Abdo منذ 8 سنة
ولا تهنوا ولا تحزنوا
1

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا