رؤى الحجاز
فيصل البكري
منذُ طفولتنا ونحن نعيش مع كل إشراقة يوم جديد نجد أمام أعيننا عناوين على صفحات الجرائد من الوزراء والمسؤولين تبعث داخلنا التفاؤل والأمل.
كنتُ أظن منذُ ريعان شبابي بأن وطني العربي من المحيط للخليج قادم نحو مرحلة التطوير والبناء كما هي الدول الأخرى التي باتت اليوم من أكبر إقتصاديات العالم برغم عدم وجود قطرة (نفط) على أراضيها. وعندما كبرت لم تكبر معي "أحلامي" لأنني أيقنت بأن الأقلام التي كانت تُمني الشعوب بذلك الأمل منافقة وحكوماتها كاذبة حتى ماتت معها أحلام المواطن العربي فأنتشر الفساد في أركان البلاد وأصبحت البطالة عنوانآ لنا والجريمة طريقنا والطلاق والقضايا الأسرية في إزدياد داخل أروقة المحاكم.!
أما الولاء والطاعة فهي مناهج التعليم لدينا.
وإذا ما تحدثنا عن الصحة فحدث ولا حرج حتى غزت مرافقها القوارض والحشرات وزائري "القطط" أكثر من البشر.!
فالمرضىٰ على دهاليز المشافي قابعون والأموات على الطرقات مهملون!
حتى أصبح رواد العيادات والمصحات النفسية في إزدياد.!
لدينا فائض في السياسيين وعجز في الإداريين.
لا ينقصنا سوى الضمير والإدارة التي تنهض ببلادنا العربية قاطبة نحو غدٍ مشرق.
فالموارد والثروات لدينا ليس لها مثيل بين دول العالم المتقدم كما يزعم الإقتصايين.
دول ليس لديها موارد طبيعية ولكنها وصلت بضمائر وإرادة أبنائها نحو المجد والقمة.
فيما نحن لا زلنا نطعن في هذا ونحارب هذا ونتكابل على هذا وذاك ونحن من يملك النفط والغاز والماء والثروات الطبيعية والبشر. ولا زلنا بمفهوم الغرب جهلاء أصحاب سوابق في التخلف والقتل.
لا طرقات ولا كهرباء ولا ماء نقي نروي به عطشنا.
حتى إرادتنا والتعبير عن أرائنا سلبت منّا من أجل إرضاء العدو لنا.!
فأصبحنا مشردين ولاجئون بين الجبال والبحار نبحث عن وطن يضم صرخات أطفالنا والله الموفق...