الساحرة الصغيرة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الساحرة الصغيرة

أنا و مريم

  نشر في 15 غشت 2018 .

استقبلتنا قريبتنا بحفاوة واختارت لنا طاولة قريبة من مكان جلوس العروس،جلست قبالتي سيدة جميلة جدا ، بدا وجهها مألوفا ،مألوفا جدا ، انتبهت أنها تراقبني أيضا .

سألت والدتي إن هي تعرفها و أنا أرجو أن تكون "هي"فأجابتني بأنها "مريم"، "هي" هي ومن سيشبهها ؟

مسحت دمعة نزلت على خدي و انا اتذكر صديقة طفولتي ،  كان منزلانا الصيفيان بعيدان ،أحدهما في القمة و الآخر في السفح.لم نحس بالملل ونحن نجري  صعودا ونزولا و أيادينا ملأى بحبات التوت البري .

خصلات شعرها الذهبية المتمردة تطير في الهواء و نحن نجري في المنحدر بدون خوف ، أي سعادة شعرنا بها و نحن نجلس على بساط العشب الأخضر نتأمل زرقة البحر ، كان لون شعرها يشبه لون عينيها و بشرتها ، صوتها المبحوح مازال يتردد في أذني.

_أركضي بكل سرعتك .

فقط حاولت مجاراتها و هي تركض ممسكة يدي بكل قوة.

كيف انتبهت الى الخطر المحدق عكسي تماما ؟

_عليك أن تكوني حذرة  و متيقظة جدا .ارتحنا قليلا قبل خوض مغامرة جديدة هذه المرة في المنزل الكبير.

_تعالي ...هيا لناكل بعض الفواكه  .

هل كانت نظيفة أم لا، لا أتذكر ،فقط أتذكر طعمها الحلو جدا.


جلست قبالتي بزي  تقليدي قسنطيني ،لست ادري لماذا نرتدي كل هذه الاشياء الثقيلة التي تجعلنا نتصبب عرقا ونحن نجلس قبالة المكيف .

تنظر إلي ،هل تذكرتني ؟

_وضعت يدها على رأسها و حركته يمنة ويسرة في علامة على نفاذ صبرها .

حركت رأسي متسائلة و أنا أقطب حاجبي و أرفع يدي مشيرة إلي.

هذه المرة امسكت بطرفي فستانها الاخضر المطرز و تحركت بصعوبة ،لم يساعدها الكعب العالي كثيرا في السير اقتربت  بحذر فالسقوط في حفل مكتظ سيصنع الفرجة أكيد.

_قولي والله ما شفيتي عليا.

_ والله شفيت عليك .

دمعت عينانا و ابتسمت لمريم ...

_ هل سأنسى منقذتي؟ !

كل الوقت لن يكفي لاختصار أحداث وددنا لو تقاسمناها ، كم إشتقت لك مريم !


هل رأيت فعلا "الساحرة الصغيرة"، هل استعدت حلقة مفقودة ،  أصدقاء الطفولة يشبهون الحلم الجميل لا يتغيرون أبدا ،عجبا كيف تحتفظ الحياة بنقاء بعض الوجوه إلى آخر لحظة ! 

تذكرت  أحداثا تقاسمناها ،و لم يسرقني  من شريط ذكرياتي إلا صوت زوجي و أطفالي يريدون طعام العشاء.

_هي ليلة العشاء خارج المنزل .

_ تبدين سعيدة جدا  .

_قابلت قريبة عزيزة  جدا على قلبي.

بعدها بأيام...

لم تنظر إلي و هي تحدثني :" تأخرت كثيرا في اتخاذ قراري ،كان هو الشخص المناسب منذ البداية ، شخصيته و حبه الكبير لي ، بحثت عن ارضاء غروري و رفضته بحثا عن الأحسن ، قابلته بعدها بسنوات ،لم يتغير أبدا ، لم ينسني ، و تزوجنا و أنا سعيدة  جدا معه لدرجة الندم "

أحيانا تكون السعادة قريبة جدا و لكننا نؤجلها أو نضيعها بسبب سوء التقدير.










  • 18

   نشر في 15 غشت 2018 .

التعليقات

نؤجل لأننا لا نبصر بأن الاخر حقا يحبنا ، معتقدين بأن غيره افضل ، حتى نقع ونقتنع بأنه يستحق المشاركة والحب .
1
Salsabil Djaou
أشكرك جدا أخي محمود على تعليقك ، تحياتي و تقديري أخي .
آلاء بوبلي منذ 5 سنة
تذكرت صديقتي كان صوتها مبحوح أيضا و كنا نشبك الأيدي و نركض.. نضحك فيردد الصدى أصواتنا ، تمنيت لو أن اراها مجددا
2
Salsabil Djaou
افتقدناك كثيرا آلاء ، أرجو أن تلتقيها مجددا ،فالحياة تحتفظ بنقاء الرائعين غالبا ، ربي يوفقك كاتبتنا الواعدة، مودتي و تقديري.
آلاء بوبلي
وانا افقتدت حروفكم الجميلة ، إن شاءالله .
دام قلمك و حروفك الرائعة كل التوفيق لكِ .
ما اجمل هذه المشاعر البريئة وما اجمل كلماتك عزيزتي
2
Salsabil Djaou
بجمال مرورك الذي أسعدني جدا سهام ، كل التقدير لك صديقتي .
hiyam damra منذ 6 سنة
ما أعذب أسلوبك الأدبي الجميل إنك تمتلكين سحر الكلمة التي تجعلنا نعايش معك الأحداث بجمالية وقدرة عجيبة.. استمتع جدا في القراءة لك فأنت قاصة محترفة تتقن لغة القص بالأسلوب الممتع.. لقلمك الاحترام والتقدير ولروحك الانتعاش والتوفيق.. تحياتي من القلب
2
Salsabil Djaou
أقدر لك كلماتك الطيبة المشجعة سيدتي القديرة ، و أشكرك جدا على مرورك الرائع الذي زين صفحتي ، سعيدة جدا برأيك ودعمك أستاذتنا ، مودتي و تقديري.
" منذ 6 سنة
كل الوقت لن يكفي لاختصار أحداث وددنا لو تقاسمناها..ولا اختصار الشوق..وآلاف الحكايات..
ما أعذب الكلام..أخذني إلى المنحدر،والعشب الأخضر..وزرقة البحر،ريح الأرض وطعم التوت البري.أنتِ بارعة في الأسلوب القصصي..في السفر بنا في سلاسة نحو الذكرى والعودة بنا سالمين إلى الحاضر حيث الحفل ينتظرنا..هذا السفر عبر الزمن كان سلسا..دون عثرات ولا كبوات..كالحلم..وكتجدد الذكرى..وكمريم..أحب القراءة لك صديقتي الغالية
2
Salsabil Djaou
ما أسعدني بكلماتك صديقتي الغالية ، أشكرك جدا على تشجيعك و على تعليقك الرائع ،و أنا أحب القراءة لك و أنتظر مقالاتك بشوق ، محبتي وتقديري لك سيدتي الرائعة.
Abdou Abdelgawad منذ 6 سنة
قصة قصيرة رائعة تعرض لقطة بديعة معبرة عن الطفولة ومشاعرها البريئة الصادقة الا أننى لم أستطع الربط بين الجزء الأخير من أول ( وبعدها بايام ) بما سبق بل اننى اراه مشروع قصة اخرى بلقطة انسانية اخرى فهل تزوجته دون ان تحبه او لأنها لم تجد بديل لذا كانت سعادة بطعم الندم او لدرجة الندم .. هذا لايقلل من ابداع قلمك واستمتاعى به
2
Salsabil Djaou
اسعدتني بمرورك الكريم استاذنا القدير ،كانت آخر فقرة نصيحة لكل فتاة أن لا تؤجل سعادتها إن هي وجدت الإنسان المناسب فقط لأنها تبحث عن الأفضل منه و الأمر سيتعلق هنا بالامور المادية ،ثم سترفض المتقدمين لها لأن المال لا يستطيع اخفاء شخصية الانسان والعاقل من لا يستمر في خطئه ، اذا حالف الحظ البطلة و قابلت من جديد الانسان المناسب الذي رفضته في اول مرة وتزوجته و كانت سعيدة جدا ، ستحس دائما بأنها أجلت سعادتها لسنوات و لذلك كانت سعادة مغلفة بالندم ، سأضيف باذن الله لآخر فقرة في القصة لتكون في السياق،أشكرك جدا على تشجيعك أستاذي القدير ،بانتظار كتاباتك ،تحياتي و تقديري.
عمرو يسري منذ 6 سنة
دائما ذكريات الطفولة يكون لها أثرا قويا في النفس دونا عن باقي الذكريات. فهي لحظاتنا الأولى البريئة والعفوية قبل أن نصطدم بتعقيدات الحياة.
رائعة كالعادة وفي انتظار كتاباتك القادمة.
2
Salsabil Djaou
فعلا لذكريات الطفولة طعم براءة وعفوية لا مثيل له ،صدقت ، أشكرك على مرورك الكريم أخي عمرو ،بانتظار كتاباتك القادمة ،تحياتي وتقديري .
لمى منذ 6 سنة
يا لجمال هذا اللقاء، لصديقات الطفولة ذكريات مميزة سواء كانت حسنة أم سيئة نبتسم حال تذكرها ...
بالتوفيق أختي العزيزة سلسبيل
5
Salsabil Djaou
فعلا تبقى صداقة الطفولة الأنقى و الأروع ،أشكرك على مرورك العطر عزيزتي لمى ،بانتظار كتاباتك القادمة ، تحياتي وتقديري.
روحي لله أبثها
أنك تملك قلم باذح ومميز في التعبير رووعة ماشاءالله بمعنى الكلمة
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك

لكـ خالص احترامي

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا