"سائس الخيل" هو أول لفظ يوضح المعنى المبدئي لمصطلح "السياسة"، الذي أصبح علماً بحد ذاته يتدخَّل في كل أمور المجتمع من أصغرها إلى أكبرها. كما اقترن هذا المصطلح بالعديد من حالات الحرب والسلم الدوليين، منذ القِدم وحتى وقتنا الحاضر.

ما هو تعريف "السياسة":

هي إدارة للتجمعات البشرية وتنظيم تفاعلاتها الإنسانية والاجتماعية داخلياً وخارجياً.

الرؤية العالمية لعلم السياسة:

لكل بقعة في هذه الأرض سياستها الخاصة، التي تؤثر بطريقة أو بأخرى على حياة كل إنسان يعيش على هذا الكوكب، وتختلف تلك السياسة فيما بينها من حيث الأولويات والاهتمامات، لنجد في نهاية الأمر عالماً مليئاً بالصراعات والاختلافات التي تنتج لنا الحروب ومخلفاتها من أضرار تؤثر على البشر والشجر والحجر.

المفهوم السياسي من المنظور الإسلامي:

يمكن تعريف السياسة "الإسلامية" بأنها: (جلب للمصلحة ودرء للمفسدة).

لذلك فهي تختلف وتتعاكس مع المفهوم الغربي وما جاء به من تعاريف ومفاهيم وتصرفات عملية لعلم السياسة القائم من منظور إسلامي على مراعاة مصالح العباد في الدنيا والآخرة. وعليه ... فإن "السياسة الإسلامية" إن جاز التعبير كانت تتمحور على إصلاح المجتمع ومراعاته أكثر من الدولة مما يجعل المجتمع الإسلامي أقوى من الدولة ذات نفسها. وبكل أسف يمكن القول أن تطبيق هذا العلم داخل (العالم الإسلامي الحاضر) قد اندثر بسقوط الخلافة الإسلامية بداية التسعينيات.

المفهوم السياسي من المنظور الغربي:

كما عهدنا الغرب، فإنهم من أولى أولوياتهم ممارسة السياسة لتحريك الآخرين كما يريدون، وذلك لتحقيق المصالح التي تعود بالإيجابية على من يتحكم بهم، وبالتالي تعود عليهم بالإيجابية هم أيضاً. 

وعليه يمكن تعريف القدرة السياسية الغربية بأنها:

(القدرة على جعل الآخرين يفعلون ما تريد دون أن تأمرهم بذلك).

"الصراع" بين الرؤية الماركسية والليبرالية:

يعد الصراع من الأمور الواجب إدارته "سياسياً" من خلال الحلول الوسطية والتنازلات المتبادلة في محاولة من الساسة لتجنب انحدار الصراع نحو الأسوأ بل المحاولة للإرساء به على شاطئ الأمان. كل ما سبق يعتبر الرؤية السائدة لدى الليبرالية. أما الماركسية فإنها ترى أن تلك "الصراعات" لا تُحَل سوى "بالمواجهة" وزهق الأنفس وإسقاط الجرحى. ولكن .. الكثير من الدول الليبرالية في حاضرنا اليوم لم تعد تمارس الرؤية الخاصة بها في حل الصراعات، بل أصبحت تتحكم بصراعات دول أخرى لتحقيق مصالحها الشخصية تحت مبدأ "الحفاظ على الأمن القومي والسلم الدولي ..!!"

لقد مرَّ علم السياسة بالعديد من التحولات على مر التاريخ وذلك في التقاليد الغربية، في حين كان مستقراً في التقاليد الإسلامية حتى تغيَّر جذرياً نهاية التسعينيات كما ذكرت سابقاً. فإن السياسة أولاً وأخيراً، اتفقنا أم لم نتفق، هي سلوك إنساني يقوم به الأفراد من خلال وظائفهم ومسؤولياتهم داخل المؤسسات لقيادة البلاد نحو التطور الحاصل المعاصر لنا، والحيلولة دون وقوع البلاد في صراعات وحروب قد تنتج عنها تخلّف الدولة مما يؤدي إلى انهيارها.