موت العقل - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

موت العقل

محمد بركات

  نشر في 08 غشت 2017 .

نحن ليس فى جدال لغوى عن العقل او المخ وان ذلك المخصص لعمل معين وتلك يقصد به جزء معين ذلك يتحدث عن جانب عضوى واخر يتحدث عن جانب معنوى دعنا من كل ذلك

فنحن على مشارف موت حتمى دعنا نرى حقيقتنا حتى نعرف ان نصل ربما الى فرصة حقيقية للنجاه وبالتالى نبدا رحلة اخرى نحو السعى نحو مستقبل يحقق لنا وضع جديد وسعادة حقيقية .

ولكن ماذا تقصد بموت العقل وما علاقة ذلك بالموت الحقيقى العضوى و النفسى وهل نسير فى تجاه نلتقى فيه سويا نحن واصحاب العقول التى سبقتنا نحو تحريك العقل او السعى لعمله الذى يرجح فرضية الخلود .

وحتى نكون واضحين دعنا نرى الصورة الحقيقية لعقولنا وصراعها الحقيقى من اجل الارتقاء و النهوض فاذا كانت هذه العقول تبحث بعيدا عما ترمى اليه العقول الاخرى فانها تعيش حالة من الصراع المؤلم الناتج عن توقف عملها الفعلى الذى خلقت من اجله وبهذا تكتمل لنا الصورة الحقيقية عن تلك العقول المنغمثة فى براثن الجمود الفكرى و الانتحار الذاتى الذى تندفع اليه العقول طواعية نتيجة انجرافها وهى تحاول بما تملك من طاقة ضعيفة السير عكس تلك التيارات التى تجرفها نحو الهاوية فلا تكون تلك المحاولات الا محاولات فاشلة قاتلة لا "تزيد الطينة الا بللة " فتصبح مشلولة مستسلمة لتيار قوى ياخذها نحو شلالات تقضى على ما تبقى من جثتها البالية فى ضحكة وسخرية ملقية بتلك القطع فى مستنقع ال......

فى الجانب الاخر على ساحة الحياه تفكر عقول اخرى بطريقة مختلفة تماما وتسعى الى تحقيق هدف اخر هدف يتناسب فعليا مع هيمنتها وبطشها يتناسب مع سيطرتها وجموها ،وكيانها ونفوذها وكبريائها وحجمها انها تسعى الى ما لا يمكن تخيلها ظنا منها بعد ان اصابها جنون العظمة " والعظمة لله وحده" انها يمكن ان تحتوى كل الامور ولكن ظهرت لنا فرضيات وان كان البعض يؤكد انها حقائق ان امرها مستحيل وان كانت العقول الاولى المنجرفة فى تيار الهاوية الناتج عن ضعفها فانها ستلتقى عاجلا ام اجلا طوعا وكراهية عند نقطة واحدة " نقطة الانحدار" .

ولكن هل معنى هذا ؟

اذا كنا سنلتقى عند التقطة نفسها اذا فلماذا نسعى ونتحرك ونكد ونتعب او نحاول ان نغير ؟ ولماذا نحب ونتمنى ان نعيش فى فرضيات العقول الراقية اذا صح القول دون العقول الدنيئة ؟

والحقيقية ان الاجابة عن تلك الاسئلة و الخوض فى تفاصيلها ونقدها ومحاوراتها يقودنا الى التعرف على منطقة جديدة او نقطة جديدة تسمى "نقطة الانقلاب " وهى النقطة الحتمية التى ستصل اليها العقول الدنيئة بعد صراعها وقتالها مع ابنائها لترقى الى مرحلة ما قبل الوصل الى النقطة التى تلتقى فيها مع وجهها الاخر فى الحياه فتجد انها اصبحت هى الراقية وتلك الدنيئة وعند هذا يعقبها الوصول الى نقطة الانحدار او "تقطة النهاية".

هذه هى السنة التى فطرت وجبلت عليها الحياه وكل ما فيها من احياء واموات من كلمات ونغمات من اهات وضحكات من بسمات و وتكشسرات من ذرات ومجرات يقولها لك كل شئ فى الكون فى كل ثانية وكل دقيقة وكل ساعة وسنة .

الكل يؤكد شئ واحد ويبرهن على حقيقة واحدة انها حقيقة الموت مع اختلاف وجهات النظر ، ومع اختلاف الاوجه ومع تصارع الافكار الا ان الكل يلتقى عند تلك النقطة الكل يسير اليها بقصد او غير قصد بطريقته .

فمنذ ان خلقت الحياه مثلها مثل باقى المخلوقات بشقيها الايمن و الايسر ، الشقى و السعيد ،الابيض و الاسود وقل كما تشاء .......تركت لك كل الخيارات اما ان تجتهد وتعيش فى صفحتها البيضاء واما ان تعيش عبد فى اغلال اليأس و الظلام ولا تستطيع ان تحدد كل تلك الاحتمالات او تختار من بين تلك الخيارات الا من خلال جهازها والتها ومفتاحها ( العقل) ذلك الكتلة الدهنية المتربعة داخل القصر الجمجمى وان كانت هى المتحكمة فى كل النواحى العضوية و الفسيولوجية الداخلية ، فان وضعها وكيانها خارج ذلك الجسد لا يقل اهمية عن تلك القدرة الداخلية .

ان فهم العقل واليته الفلسفية ابعد فى تعقيدها من تلك التعقيدات التركيبية و الفسيولوجية والاكلينيكية .

فبينما نجد اولئك الذين تجرهم عقولهم الخاوية الى حتفهم نجد على الجانب الاخر من يدفعون بعقولهم لتأخذهم الى سعادتهم وراحتهم .




   نشر في 08 غشت 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا