هل هي حقا الصاعقة؟.. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

هل هي حقا الصاعقة؟..

هل هي حقا الصاعقة؟..

  نشر في 03 يوليوز 2017 .

هل هي حقا الصاعقة؟..

هيام ضمرة..


كنت كتبت هذه المقالة يوم إعلان انتخاب الرئيس الأمريكي الحالي وخروج المظاهرات الشعبية الأمريكية المعترضة على انتخابه إلى الشوارع ولكني لم أنشرها لسبب من الأسباب ولم تخرج إلى الرأي العام، وحين تعثرت بها بين ملفاتي وطالعت ما كتبته داخلها حين ذاك قفز إلى ذهني رأسا أول انجازات الرئيس ترامب التي أدهشت الشعب الأمريكي وحطمت آمال الشعب العربي من محيطه إلى خليجه وأثارت أول زوبعة جنونية في مجلس التعاون الخليجي لتسقطه من علياء موقعه الذي تغنى بنجاحه ذات يوم كل العرب وتسابقت الدول غير الخليجية للانضمام إليه كونه حالة عربية فريدة سجلت نجاحها الباهر لأول مرة منذ أن تفتت العالم العربي بجرة قلم من يد ضابط انجليزي وآخر فرنسي اجتمعا على نية تحطيم قوة العرب من خلال تحطيم تماسكهم واتحادهم حين أدركا أنّ العربان مستعدة لأي تضحية مهما كان نوعها ومستواها في سبيل الحصول على مواقع سلطة.. وواضح أن ترامب تم تهيأته خصيصا لموقع السلطة وهم يدركون ميزات شخصيته التي تتراكب مع متطلبات المرحلة الحالية فجيء به إلى السلطة وهو يحمل عنصريتة اللئيمة تجاه العالم العربي وبالذات تجاه الدول المتخمة بآبار النفط ووفرة أموالها، فأمريكا ما زالت تعمل على أول أهدافها التي وضعتها حين اتخذ العرب موقفهم من قطع امداد النفط نحو أمريكا وأوروبا وقضت القارتان شتاءا قارصا وتوقفت الكثير من مصانعها وتأثر اقتصادها تأثرا بالغا.. وبت كغيري أعتقد أن ترامب أُعد لمرحلة سوف تقلب فيها كل الموازين وأن مسألة سخافة تصرفاته تخفي وراءها نوايا هي بمثابة ثورة على المعهود والمتعارف عليه.. لذلك لا أجد غضاضة بالقول كم نحن العرب بسطاء حد الجهالة يتم التلاعب بنا بمسرحيات مبتكرة

إنفجار صاعقي بدا كالصدمة أدت إلى حالة من فقدان الصواب حد الذهول، ومن ثم انفجار الشارع للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة اعتراضاً على انتخاب ترامب رئيساً لأمريكا.. وما أدراك ما ترامب وما أعلمك بأي حال سوف تكون عليه أمريكا بالمستقبل القريب وقد صار الحكم بها يناط بمن هو يوصف بالمتهورعديم الاتزان، ويبدو أن المرحلة الحالية تحتاج لمثل هذه الشخصية التي تأخذ قراراتها بانفجار مثير، وهذا يذكرنا بمن أسماه الشعب الأمريكي نفسه بالرئيس الأحمق بوش والآثار التخريبية التي خلفها خلال وجوده على رأس السلطة بأمريكا واستمر أثرها التدميري في أعقابه، وكأن الأمريكان أنفسهم من فقدوا التوازن في اختيار نوعية الحاكم والمتحكم بالزمام الأمريكي

فما أن تم الاعلان عن فوز ترامب يوم السابع من نوفمبر الموافق للعام 2016م على غير ما توقعته تحليلات مراكز البحث والمتابعة وتقصي الآراء حتى أصيب الناس بالداخل والخارج بصدمة اهتزازية ريخترية عالية الدرجة، محطمة للأمال وواضعة حال التنبؤات أمام جدار صلب لا ينفذ عبره الرأي السديد

إن مجرد انتخاب ترامب من قبل الشعب الأمريكي يعطي انطباع يقيني أمام المراقب بأن هذا الشعب قد خانه رشده وتداعى وعيه إلى مستوى خفيض جدا حد الفجاجة، فهل حقا كان الشعب الأمريكي يدرك نتيجة تسرعه وسوء اختياره؟.. وهل حقا هذه النتيحة شعبية أم أنها صنعة مخابراتية

وهذا التداعي إن هو إلا عبارة عن إشارات تبدي شكل النهايات بالانهيار الأمريكي والتدمير الذاتي حد الخراب، إن الرعونة بالحاكم تؤدي إلى التهلكة لا محالة، وإلى اتخاذ قرارات هي أقرب للجنون منها للاتزان، هي حالة تدميرية بكل حال، فأي صورة هذه ممكن أن نتوقع عليها ما سوف تكون عليه أمريكا مستقبلا والغرور يأخذها لقرار ألا تحمل بيدها غير عصى سحرية تدميرية لا غير، وهذا ما تشتغل عليه بعض الجهات المحركة للسياسة في المطبخ الأمريكي لصالح دويلة صغيرة جدا محتلة لوطن الغير، سوف تكون إجابتهم إنهم يمسكون بزمام الاقتصاد والعلوم بالعالم، وأقول أين كانت تلوذ دول أوروبا وأمريكا واليهود يحيكون المؤامرات الاقتصادية والسياسية داخل أوطانهم، أليس غريبا أن دولا كدول أوروبا طردت قبل قرون مضت من أراضيها اليهود لتخريبهم اقتصاد دولهم، فيحتضنون اليوم مشاريعها دونما تدقيق بحال دولهم الاقتصادي الهابط بوقته الحالي ومؤشرات ما سيكون عليه اقتصادهم على نحو استراتيجيات المستقبل القريبة والبعيدة

فئة شعبية غير قليلة أدركت ما يمكن أن يؤول إليه حال أمريكا وحال العالم إذا ما تولى الحكم رجل غير صائب القرار كترامب، وحياته ملأى بالغريب من الممارسات غير المتقبلة اجتماعيا والتي يصعب حصرها بمسألة الحرية الشخصية فقط، فرئيس الدولة لا يمكن أن يكون بهكذا انفتاح متحرر من كل القيم لدرجة أن تصبح أسرته معرضا للاثارة والثورة على كل القيم، ولو أزحنا هذا الجانب من حياته، بأي شكل ستكون عليه قراراته وهو بطبيعته لا يحيط رؤيته للأمور بالحدود القيمية، وعلى هذا لم أجد غضاضة بردود فعل الشارع رغم أنهم يعلمون أن ليس ما يقابل ردود أفعالهم من قرار بعد نتيجة العملية الانتخابية إن مورس فيها التلاعب الخفي أم لم يمارس، ولنعلم أن هذه هي أمريكا التي تحتال على دول العالم وحكامه فما يعجزها أن تتلاعب بمصير بلادها تحت غطاء الديمقراطية فهل حقا كان يعجزها أن تحتال على شعبها المستسلم لتمارس التزييف

إن وضع مصير العالم تحت أمرة ترامب لهو حال محبط لمجرد ما يمكن لهذا الرجل اتخاذه من قرارات تهدد العالم بحرب كونية تمحق حضارة انسان اليوم وتشعل الأرض بانفجارات بركانية مدمرة، عدا عن تكملته المشروع الأمريكي الذي يسير علية كل رؤساء أمريكا حتى لا تنقلب عليهم المقالب من اللوبي الصهيوني المتخصص، وقد رأيناه مستعرضا إن نجح بالانتخاب ما ينوي القيام به بالجهات التي لا يرضى عنها اللوبي الصهيوني، فرسائلة كانت من الوضوح بحيث لا تقبل التكهن، فالموضوع برمته سينحى بانحراف كبير عن موضعه الرئيسي.

وها هو الرئيس السابق اوباما يذكرنا في خطاب وداعه البيت الأبيض بما قام به من انجازات تحت الشعارات البراقة من أجل تثبيت دولة الاحتلال في موقع احتلالها، فوق جثث ملايين الفلسطينيين والأفغانيين والعراقيين والسوريين واليمنيين والليبيين، واستبداله الحكم الديمقراطي بمصر بالحكم الليبرالي الحالي، مستعرضا انجازاته ومختالا بنجاحاته معتبرا الضحايا أمرا لا بد منه من أجل تحقيق الغاية التي تريدها أمريكا عن طريق وسائل الهيمنة

كما هو واضح أننا في زمن غير كل أزمان الكون، وتحت رحمة بشر يشك ببشريتهم وإنسانيتهم، وأن القوة في سياستهم تعني الهيمنة الكاملة بلا رحمة وإن داست أقدامهم ملايين البشر وسحقتهم تماما لأنها هي نفسها أمريكا التي قامت على أشلاء ملايين الهنود الحمر، وضعف الحكومات والشعوب في العالم الثالث تعني الخنوع والاستكانة لكل أشكال الذلة والموت الوحشي، وأن الحقوق التي يتحدثون عنها هي حقوق لهم فقط لا يشاركهم فيها بشر من أجناس وأديان أخرى، وأن البشر في حسبتهم تقوم على رتب هم واضعوها ومعمموها، كما فعل يوما دانتي في مدينته الفاضلة


  • 1

  • hiyam damra
    عضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية
   نشر في 03 يوليوز 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا