ونصحت لكم - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ونصحت لكم

مذكرات مؤسس وأول محافظ لبنك الكويت المركزي

  نشر في 29 شتنبر 2019  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

لولا هذا الكتاب وعنوانه المُعَبِّر لما تعرفت على الشخصية الكويتية التاريخية حمزة عباس الذي قام بتأسيس البنك المركزي، أصبح فيما بعد أول محافظ لبنك الكويت المركزي من سنة ١٩٦٨م إلى ١٩٨٣م تحت قيادة الأمير الراحل جابر الأحمد الصباح عندما كان وزير المالية.

"ونصحت لكم.." مذكرات رجل الإقتصاد صاحب الرؤية المستقبلية، المخلص لوطنه، كتبها حمزة عباس للتاريخ ذاكرا فيها جانب من سيرتة الشخصية ومسيرته المهنية التي لها أثر كبير في المحافظة على اقتصاد الوطن على الرغم من الأزمات الاقتصادية التي عصفت في الكويت أشهرها أزمة سوق المناخ، ونكسة ١٩٦٧م هجرة الفلسطينيين من الضفة الغربية والجولان بأعداد كبيرة إلى الكويت ممّا زاد العبء على الدولة، أزمة خفض الجنيه الاسترليني عندما كان الدينار مرتبطا به في البداية حيث أثّر على استثمارات دولة الكويت في بريطانيا، وغيرها من الأزمات فقد أتى بتوثيق واضح لأحداث تلك الفترة الزمنية.

لا ننسى أن من أهم إنجازات المحافظ حمزة عباس ربط الدينار الكويتي بسلة العملات الأجنبية، مما ساعد على حماية عملة بلاده واقتصادها وحافظ على قيمتها واستقرارها.

لديه العديد من المواقف التي كان فيها ناقدا ومعارضا وساخطا على وضع البلد، وإليكم بعض ما جاء باختصار:

اقرار كادر المعلمين، زيادة الرواتب، شراء المديونيات، إصدار سندات سيادية (استدانة) التي على أثرها انخفض التصنيف الإئتماني للدولة، ناهيك عن فوضى انشاء شركات الاستثمار التي وصل عددها إلى ٩٩ شركة في السوق المحلي واتضح أن كثيرا منها برؤوس أموال ضخمة تحصلت من أموال المساهمين، هدفها الأساسي المضاربة في سوق الأسهم، مع العلم أن تكاثر الشركات لا يُعتبر مؤشرا جيدا على الاقتصاد.

لا يخفى عليكم مليارات تُصرف على قطاع التعليم في حين جودة التعليم متدهورة في الكويت وتراجع ترتيب دولة الكويت إلى مراكز متأخرة، بجانب تضخم ميزانية وزارة التربية "من٧١٠ ملايين إلى ١٠٦ مليار دينار كويتي"، فلو كان لدينا تعليم متطور واستراتيجية في محل التنفيذ، واستثمار في القيم والعقول والفكر لانعكس ذلك على مخرجات التعليم وسوق العمل، يقول حمزة عباس :"كلمة السر في التنمية الشاملة هي التعليم ثم التعليم ثم التعليم والتدريب، والأموال بدون تعليم ذي جودة عالية لا تساوي شيئا"

كان ضد ما يستنزف ميزانية الدولة أو يُسبب هدر في المال العام، كانت مصلحة الكويت واقتصادها همه الأول. (للاستزادة اقرأ مقال بعنوان جنون الاستنزاف لحمزة عباس)

يقول حمزة عباس: "وقد قدم أعضاء المجلس الأعلى للتعليم قبل سنوات دراسة باللغتين الإنجليزية والعربية اعتمدوا فيها على آراء خبراء عالميين في الاقتصاد والتعليم، واشتملت على 15 فكرة لتطوير التعليم عموما وإعادة هيكلة الإدارة التعليمية خصوصا، إلا أن مصير هذه الدراسة حالها كحال الدراسات والأفكار الأخرى التي لم يؤخذ بأي جزء من مضامينها"، أحيلك أيها القارئ إلى مقال بعنوان: يا أمة ضحكت من (تعليمها) الأمم - لحمزة عباس

من جانب آخر يُحمل المسؤولية على مجلس الأمة الذي من واجبهم دفع عجلة التنمية للإنسان الكويتي وليس تعطيلها والتصدي لعمليات التصحيح، من تلك المواضيع المعطلة تخصيص بعض قطاعات الدولة مثل الكهرباء والبريد وخصخصة الخطوط الجوية الكويتية وغيرها.

للأسف أصبحت مقترحات حمزة عباس وتوصياته وخططه ودراساته مكدسة حبيسة الأدراج، حيث يقول الكاتب: "من أجل إرضاء الناخبين وتحقيق مكاسب شعبوية قصيرة النظر"

يقول في كتابه "إن الثقافة التي تسير عليها الدولة هي دلع المواطن ورفاهيته فتعطي رواتب ومزايا وساعات عمل محدودة وساعات غياب مفتوحة وإجازات كبيرة، ... كأن البلد يتم تصفيتها"، في المقابل يذكر الكاتب أن هناك دول فقيرة تحولت إلى دول غنية متقدمة، حققت تنمية مستدامة بفعل الإرادة القوية والإدارة الحكيمة لحكوماتهم أمثال كوريا الجنوبية، اليابان، ماليزيا، سنغافورة، مع أن تلك الدول لا تملك النفط ولديها موارد طبيعية قليلة، ولا تملك أيضا صناديق سيادية، أما الكويت على النقيض، كيف لا ونحن في مصاف الدول الريعية التي تعتمد على مورد طبيعي واحد قابل للنضوب في السنوات القادمة

وفي نهاية مذكرات العم حمزة عباس يوجه كلمته الأخيرة قائلا :

"إلى السياسيين والمشرّعين والتنفيذيين، الحاليين والذين سبقوهم إلا من ندر منهم :

لقد أوصلتمونا ماليا إلى حافة الهاوية وأمامنا سنوات قليلة للقيام جديا بالإصلاحات الإقتصادية والمالية الشاملة والشفافة، ولأجل الكويت لا تجعلوا أبناءنا وأحفادنا يدفعون ثمن أخطائكم ويسقطون في الهاوية"

يقول ما سبق ناصحا لمستقبل وطنه، قلقا ومتألما لما آلت إليه حال البلد من خطر قد يُبَدّدْ الإقتصاد الكويتي.

كتاب يستحق القراءة لمن أراد معرفة تاريخ الإقتصاد الكويتي في تلك الفترة المهمة التي كان يرأسها حمزة عباس كمحافظ للبنك المركزي ودوره في استقرار الدينار والدولة، وما آلت إليه من قضايا اقتصادية حدثت بعد استقالته قد تَضُر بديرتنا الغالية وبمصير الأجيال القادمة حيث طغت عليها المصلحة السياسية وقراراتها الغير مدروسة.

"ونصحت لكم.." ، هل أخذنا بنصيحته ؟!


  • 1

  • FAISAL ALMULLA
    مهتم في الاقتصاد ومحب للتفكير الناقد والإدارة
   نشر في 29 شتنبر 2019  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا