كنا ننتظر أشعاره من المسافرين إلى الفلاحية حيث يقطن،
فلم توجد مجلة أدبية ولا جريدة عربية كي تنشر أشعاره الجميلة؛
وإذا ما حصل أحدنا على بيت شعر منه، أحضره معه إلى المدرسة وهو يتفاخر أمام زملائه بقراءته.
ويقوم التلاميذ بنسخه ثم نشره بين أصدقائهم وبهذه الطريقة كنا نحصل على أبيات الشاعر ملا فاضل السكراني.
وذات يوم صممت أن أقصد الفلاحية وأزور هذا الشاعر الذي أحببت أشعاره بل وحفظت كل ما يصلني من أبياته (الأبوذية).
نزلت من الحافلة وسألت عنه، الفلاحيون كلهم يعرفونه فدلوني إلى محله الذي يمارس فيه مهنة الخياطة.
وصلت إلى محله بسهولة، سلمت عليه،
قلت له أنني قاصدك ومعجب بأشعارك.
ترك ماكينته واستقبلني بحرارة، صاح لصاحب المقهى:
فنجانًا من الشاي، لدي ضيف من المحمرة.
استحيت أن أقول له: أنا لا أشرب الشاي، فاحتسيته.
أنشد لي آخر ما كتبه، ثم أعطاني أشعارًا كان قد كتبها بخطه، أحتفظ بها إلى الآن.
بالأمس شاع خبر وفاته، وصلتني رسائل عدة على جوالي تعلن خبر وفاته، فتحت صفحة الفيس كانت مملوءة بصوره.
إنا لله وإنا إليه راجعون،
أسأل الله أن يسكن فقيد الشعر الشعبي الأهوازي فسيح جناته،
ويلهم أهله الصبر والسلوان
كانون الثاني 2014
سعيد مقدم أبو شروق - الأهواز
-
سعيد مقدم أبو شروقسعيد مقدم أبو شروق مدرس فرع رياضيات أسكن في الأهواز أحب القراءة والكتابة، نشر لي كتاب قصص قصيرة جدا.