رؤى الحجاز

فيصل حسن البكري

وطني أرض الحرمين

هو الحجاز ونجد.

هو عسير وجيزان وتبوك.

هو الإحساء وطريف والدمام.

إنه أرض أجدادي وأبائي

هو أبي وأمي ولحافي ودفاي.

أجتمع شعبه في أيقونة واحدة من شماله لجنوبه ومن غربه لشرقه.

يُشكل محيطه نمط إجتماعي متعدد القيم والعادات والتقاليد والأعراف.

لم يعرف الحزبية المفتعلة ولا القومية المزيفة.

ولدت فوق ترابه ونشأت تحت سمائه وتعلمت أبجديات الحروف التي أمتزجت داخلي منذُ طفولتي بالحب والوفاء لوطن أدين له بكل الولاء.

ولدت في بيت أحجاره منقبية.

وأسقفه أخشاب زخارفها بهية.

يطل "برواشينه" على أزقة متعرجة تفوح منها رائحة البخور لتعبق المكان شذا وعطرا.

يلتف حول مدينتي "سور" له ماضي وتاريخ عريق لا زال في ذاكرة وقلوب محبيه وعاشقيه.

كبرت وعلى يميني "مسجد الباشا" وعلى شمالي البحر.

وأمام ناظري أماني وأحلام.

أترجل مشيآ على الأقدام لأصل لبيت "جدي" على مشارف حارة اليمن.

أرى الأسواق والدكاكين.

وأسمع أصوات الباعة والمتسوقين.

أضع قبلة على يد "جدي" وهو متكئا في مِركازه وحولهُ الأصدقاء والأقرباء.

في بيت جدي أشعر بالدفء وأنا بين أحضان (ستي) وكأنني طفلآ صغيرآ.

فإبتسامتها في وجهي كأنها الدنيا وأبلغُ ما فيها.

فكم لعبنا بين أروقة ذلك البيت؟

وكم ضحكنا ومن القصص أستمعنا ومن جمالها أرتوينا.

أيام طفولتنا نتذكرها مع أبناء حارتنا

نلهو ونلعب ببراءتنا.

وفي الصيف... يشدوا البعض رحالهم إلى ربوع بلادي شمالآ وجنوبآ يستمتع الجميع بمروجها وجمالها.

فالبذرة التي غرسها الأجداد ورواها الأباء سيقطف ثمارها الأجيال ليشهد القاصي والداني بأن للوطن رجال ونساء أوفياء والله الموفق...