وصل إلى العنوان المطلوب دقَّ الباب ببطئ مقصود ففُتح له على زاوية ضيقة جذبه أحد من يده و أقفل الباب كمن يريد أن يخبئ تهمة عن نفسه وعن الناس ...
- أين كنت ؟ لم تأخرت ؟ ( ثم بنبرة يظهر الغضب فيها ) أنصحك بالعودة إلى حضن أمك ما دمت مترددا هكذا فلا يسع هذا المكان الجبناء ... مراد أنا أتحدث معك ..
( أجاب مراد و عينه لا تتحول عن الأرض الواقف بها و بنبرة خافتة كأن لم يؤثر به الصوت الغاضب ) ماذا ؟! آسف سليم كانت هناك عرقلة في السير لذلك تأخرت ... و الآن بماذا سنبدأ ؟؟
أطلق سليم ضحكة خبيثة ملئت أرجاء البيت بأكمله ثم توقف فجأة و سحبه بقوة من قميصه كأنما يريد أن يوقضه من حلم جميل هو فيه قائلا له " اسمع هذه ليست لعبة يا أحمق ما قد تقرره الآن لا يمكنك التراجع عنه بسهولة بعد هذا .... ( ثم أكمل ) لنكن جديين أانت متأكد عما أتيت من أجله ؟؟؟
أجاب مراد و بصوت مرتفع هذه المرة منتزعا اليد التي تمسك بقميصه : نعم طبعا متأكد أتعتقد أن كل ما تركته ورائي من أهل و احباب و ذكريات و كل ما كان جميلا في حياتي أو ما أعتقد أنه هكذا كولد اختار لعبة وتخلى عنها ليختار أخرى .... أرجوك سليم إنتقل إلى ما هو أهم من هذا و كُفَّ عن لومي .....
- قال سليم و هو يدفعه :إذا كنت مثل ما تقول أن حياتك فيها جمالا تراه فلم قدمت إلى هنا آ قل لي لم أنت هنا الآن عد إلى حياتك الهانئة تلك .. وهو يشير بيده إلى الباب
صرخ مراد بأعلى صوته : أف سليم توقف عن هذا .. ثم بصوت هادئ كأنه يعتذر بذلك : سليم أرجوك ألم نتفق على أن نبني عملنا معا بعيدا عن هذه البلاد وعن هذه التهم المحيطة بنا و عن القيود التي تقيدنا هذه ... ألم تكن تقنعني و تريد إقناعي بالإنضمام إليك ما بك الآن قل لي ما الذي غيرك فجأة وأردت طردي أوجدت أحدا غيري !! .... حتى لو كان هذا فأنا صديقك المفضل أنسيت هل ستتخل عني هكذا دون تفكير !! أنظر إلي لم أنت متردد هكذا قل لي ؟!
تنهد سليم مخرجا كل ما في صدره من هواء حاملا معه حقدا و كرها كبيرين مع مودة وصدق في نفس الوقت لمراد ثم قال له كأنما يريد أن يغلق الموضوع نهائيا و يريح نفسه غير آبها بما سيأتي فيما بعد ..
- مراد يا صديقي أنا لم أنس بأننا صديقين بعد لا تخف لكن مستقبلي لا أريد أن أنساه في نفس الوقت أرجوك فكر بي أنا كذلك يا مراد ...
- طبعا يا سليم كيف لا أفكر بك أريد أن يكون عملنا مع بعض مثلما اتفقنا أرجوك افهمني وثق بي سأكون أحسن عون لك لا تخف فأنا صديقك....
- طبعا أنا واثق بك لذلك طلبت منك مرافقتي .... ( ثم سكت هنيهة و تابع ) حسنا تعال معي ..
ثم أجلسه إلى جانب طاولة ممتلئة نصفها باوراق
حسنا لنبدأ من هنا ..
- ما هذا كله !!
- انتظر لم أنت متسرع هكذا هذه مجموعة من أوراق جهزتها لنغادر من هنا بأسرع وقت ممكن .... أتفهمني ؟؟ فالأرض هنا لم تعد تسعنا
- ماذا تقصد بأسرع وقت ؟
- مراد سأشرح لك فيما بعد الآن أتمتلك هنا صورا لك ؟؟؟
في الحياة مبادء أحيانا نتعداها لتحقيق الخير لنا و لغيرنا معتقدين أنها أفضل طريقة و هذا ما فعله وما يفعله سليم الآن .... سليم الذي عاش مهمشا طوال حياته خدعته الحياة كما يقول هو لكن ربما ابتلاءا من الرب مثلما يقول منطق الحياة عندنا .... تفكيره الدائم الذي اقتصر على الظن بغيره على أنهم يريدون الاساءة إليه لا غير دمره كثيرا و جعله يخطو خطى هو حتى مع تخطيطاته إلى أنه لا يدري إلى أين يذهب و مما يختبئ ....؟؟
يتبع ..
آرائكم و انتقاداتكم تهمني ^^