صباح من الانتظار - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

صباح من الانتظار

حسام جاسم

  نشر في 23 أبريل 2016 .

نزل من السلم مسرعا لعله يراها كما اعتاد أن يراها كل صباح في المطعم و كالعاده وجدها تنتظر عيناه التي امتزج بها الخجل و عنفوان الصمت .

لم ينطق و نظر إلى عينيها إلى شعرها الذي تتدلى أطرافه إلى ما بعد الغروب . سرح بخياله بعيدا معها و كيف ستكون نهاية المطاف لهذا الإعجاب الجارف و فجأة كسر النادل زجاجة من النبيذ سقطت على الأرض و تلون المرمر بلون دم الغزال فعاد إلى الواقع من جديد و طلب فنجان من القهوة و عاد لينظر بصمت و عيون تشع براءة وانتظار .

حديث العيون هذا يستمر كل صباح يوم الجمعه و لكن هناك حد اقصى للإعجاب يتفجر ليفصح عن مكنونات القلب إنما هو يخاف من الاصطدام مع واقعه التعيس فهي اميرة تحتوي على مكونات الحب و نكهة الفراشات وهو لا يعرف شيئا عن حياته التي تمضي دون أجوبة .

التناقض و السبات خيم على قلبه و لم يصارحها بشيء .

نظر إلى الساعة فوجدها تشير إلى الحادية عشر نهض من طاولة الحرمان و تقدم بضع خطوات كئيبة و متثاقله .

ظل لمدة 3 أشهر يراها كل جمعه و هي تعلم بأنه لا يقاوم وجودها الذي احتل كيانه لذلك تأتي للموعد لعلة يتشجع هذة المرة .

دخل كالعادة و مسك فنجان القهوة و لم يشح بنظرة عنها .

نظرت إليه و مسكت كتاب لتقرأ و تعطيه جرأة لكي يتقدم لكنه لم يفعل ذلك .

ايقنت انه اخجل منها فخذت على عاتقها أن تقوم بذاتها لجذبه اليها .

تركت كتابها و انصرفت . قام هو و أخذ الكتاب و لكنه لم ينادي عليها لكي تأخذه بل احتفظ به لنفسه .

رجع للبيت و بدأ يقرأ سطور من هذا الكتاب تحت عنوان كيف تكون شجاعا في الحب ؟ ضحك مطولا و علم أنها تعلم بأمره أخذ يقرأ الصفحة 22 التي تتضمن القاعدة رقم 12 : أعطيها الأمان و اجعلها تشعر بوجودك قم و قدم لها المساعده و لا تتردد فاللحظة الواحدة تفرق كثيرا بمسار العلاقه .

أتى الصباح و ذهب كالمعتاد اليها فوجد وجهها يشع بريقا من الأيونات الموجبه .

تقدم نحوها هذة المرة و قال بصوت منخفض : صباح الخير .

فقالت : صباح النور .

- لم يتمالك نفسه و قال : اريد ان اجلس معك .

- ضحكت و أجابت : تفضل يا ..... ؟ ما هو اسمك ؟

- كرم .

- أهلا بك انا سمر .

- لنذهب إلى الشاطئ فهو مكان جميل ما رأيك .

- حسنا . كما تريد .

عبر كرم و سمر الشارع و أمسك كل منهما بيد الآخر كأن كل منهما يعاهد الآخر بعدم الافتراق .

من بنى حياته بصدق و وضوح ستكون نهايته مثلهما تماما و لكن من لم يجد نفسه في طريق الصدق فستكون نهايته مثل روايات الشارع الادبيه التي لم تعاشر الصدق إلا على الورق فقط .

‫#‏بقلمي_المتعب‬



   نشر في 23 أبريل 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا