عندما بحثت عن الذات .. فماذا وجدت ؟؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

عندما بحثت عن الذات .. فماذا وجدت ؟؟

كبرنا إذا و نضجنا أكثر و تخرجنا و بدأنا نحتك بهذا العالم المجنون نتعمق أكثر داخل أنفسنا لنجد أن مشاعرنا و أحاسيسنا البريئة تبدأ في الخفوت فقد خافت هذا العالم المجنون ... فذهلت منه هربت ...

  نشر في 13 يناير 2016 .

عندما بدأنا في التعرف على الدنيا من حولنا .. كان كل شئ واضحا كالشمس بالنسبة لنا ... كل شئ جميل و دافئ .. فنحب ربنا لا نعرف عنه الكثير و لكنهم يقولون أنه يحبنا لذا نحن نحب ربنا و نحب والدنا لأنه يجلب لنا الالعاب الجميلة و لا يبخل علينا ونحب والدتنا التي تفعل كل شئ لنكون سعداء ..

نكبر قليلا تبدأ مشاعرنا و أحاسيسنا في النضج ... ندخل قليلا في داخل أنفسنا و يصبح لدينا رغبات بريئة نبدأ نفكر بهذه المشاعر البريئة نرغب في التعرف  على ما خارج منزلنا الصغير نضحك من قلبنا و نفرح من قلبنا و أيضا نحزن من قلبنا.. كل عواطفنا تلقائية و جميلة نتعرف على ربنا أكثر و من إدراكنا السابق أنه يحبنا نسأله أن يقرب لنا كل شئ جميل و يبعد عنا كل شئ قبيح يارب .. يارب بابا يجب لي العجلة ...  يارب ماما توافق أطلع الرحلة بتاعت المدرسة يارب يارب يارب أحلام بريئة نفرح جدا من قلبنا إذا تحققت نحزن من قلبنا إذا لم تتحقق،ومع ذلك يظل قلبك بريئا تضحك مع والدتك وترتمي في حضن والدك بدون تفكير فهم الأمان على كل حال ...

نكبر قليلا و ندخل في أنفسنا أكثر نكتشف داخلنا رغبات أكبر  .. أرغب في إحتلال مساحة أكبر  أصبح لي أصدقاء مشاعرنا تنضج بسرعة أكبر و أريد أن أعيشها فهذا يبحث عن الحب و هذا يبحث عن تزعم أصدقائه و هذا مغلق على نفسه و ينظر للعالم من حوله لا يستطيع أن يتفاعل مع من حوله فهو عالم لا يفهمه في رأيه و سيعلم هذا العالم كيف سأكون عندما أكافح وأدخل كلية القمة ينكفي على كتابه و دراسته وينطوي مع نظره عدم ثقه في نفسه ... ولكن يظل ربنا الأمل ... يارب أدخل الكلية كذا يارب أثبت للناس كلها إني ناجح يارب أنا مش بعمل حاجة غلط قبل كده يارب أنا عمري عمري ما أتكلمت وحش مع حد أكبر مني عمري ما أتكلمت مع شاب/بنت عمري ما غلط زيهم أنا ملتزم ... يارب يارب يارب ... والد ينهر ابنه إذا لم يجلس على مذاكرته ووالده تبذل جهدها مع ولدها لتقنعه بالذاكرة و النجاح لدخول كلية قمة و ترفع رأسهم ... أو والد يفخر بولده الذي ينكفي على كتابه و لا يفعل شئ أخر غير ذلك ووالده تخشى عليه من الحسد إذا ذكر أمام أقاربه و جيرانه مجموعه و كلية ال ... "القمة" التي سيدخلها و التي ستكون لعنه لبقية حياته ...

كبرنا إذا و نضجنا أكثر و تخرجنا و بدأنا نحتك بهذا العالم المجنون نتعمق أكثر داخل أنفسنا لنجد أن مشاعرنا و أحاسيسنا البريئة تبدأ في الخفوت فقد خافت هذا العالم المجنون و ذهلت منه هربت و خافت .. و مع ذلك رغبتك في إن تكون جزءا منه لا تزال داخلك فقد انهيت مراحل تعليمي كاملة و أريد أن أنتقل للمرحلة التالية من حياتي أريد أن أعمل و أتفاعل مع هذا العام .. العالم الذي يجري فيه كل شئ بسرعة ، سرعان ما تكتشف أنه لا يوجد فيه أي معايير لأي شئ فقط كن مشاكسا محتالا إفرض نفسك على الآخرين إذا أردت الوصول .. الأخلاق .. إذا وجدت لديك فهذا جيد .. و إذا لم توجد فهذا لن يفرق كثيرا إن لم يكن أفضل في نظرهم ..

تذهب لربنا فيقول لك هذا إبتلاء يجب أن ترضى و تسلم و تعمل.. تتحدث مع أقرب الناس إليك كما تعودت لتحدثهم عن طموحاتك و أحلامك .. يغلقوا بابا آخر في وجهك .. فكل فكرة لحل أزمتك تكون بالنسبة ليهم كارثة هذا بعيد عن دراستك و هذا العمل لا يناسبك و هذا العمل ستتأخر فيه لبعد السادسة مساءا لا يمكنك العمل به "خاصة بالنسبة للبنات" لا تذهبي لإنترفيو لوحدك أخيك سيأتي معك لا هذا بعيد جدا لا هذا .. و هذا .. و هذا تبدأ يظهر لك وجه آخر صادم .. بالتأكيد أنهم لديهم مشاعرهم للخوف عليك "خاصة البنت" و لكن ماذا بعد أن أغلقت كل هذه الأبواب في وجهي ؟؟

تمر بك السنين بعد ذلك .. تبحث في داخل نفسك عن مشاعرك و أحاسيسك التي كانت بريئة و جميلة .. تبحث عن أحلام طالما رسمتها لنفسك .. لقد أصبح كل شئ ضبابيا كل شئ منكسرا على الأرض .. لقد طال صمتك من كثر الألم .. لقد أخرسك الإحباط .. فقد تمنيت و تمنيت ووضعت آمالا على كل ما حولك .. تنظر لربنا و أنت على الأرض .. تنظر إلى السماء و يملأ عينيك الحزن و الألم لم يعد لديك ما تقوله لربنا لم يعد لديك حتى أمل في أي شئ  ..هكذا مرت السنين عمري يكبر و أحلامي تصغر و تتوارى .. من حولك لا يهتمون بذلك حتى .. لا يدركون كم الجرح الذي تشعر به و كم الألم و الإحباط الذي بداخلك .. إذا تحدثت ظنوا فيك شرا .. لقد فعلوا كل شئ لإسعادك لماذا إنقلبت عليهم .. فهم لا يفهمونك على أي حال فتفضل الصمت ...

في ظل ذلك كله .. تواصل البحث في داخلك .. تدخل أكثر في أعماقك لا لتبحث عن مشاعرك البريئة الجميلة .. لا لقد ولت و لم تعد تجدي الآن .. و لكن لتعرف الحقيقة ... تسأل نفسك خلال رحلتك تلك لماذا حدث ذلك لي حقا ؟؟ لماذا لم أنجح ؟؟ لماذا لم أحقق أحلامي ؟؟ ما الذي فعلته خطأ لهذه الدرجة لأصل لهذه النتيجة .. لقد كنت طيبا جدا و كنت ملتزما جدا لم أرتكب الأخطاء التي أرتكبها الآخرون و لكنهم نجحوا و أنا .. لاشئ ..

لماذايارب لماذا ؟؟ و هنا يظهر لك من خلف ذلك الستار الحقيقة .. لتجد صورتك تجاوب على هذا السؤال .. تسألك ماذا فعلت حقا لي ؟؟ هل علمتني مهارات التعامل مع الحياة ؟؟ هل علمتني كيف أواجه الصعاب ؟؟ لقد تركتني بمشاعري البريئة فقط دون أن تحصنها ماذا فعلت حقا لي ؟؟ كيف تجرؤ أن تسألني هذا السؤال ؟؟ هل علمتني أن أخذ القرار ؟؟ هل علمتني الإختيار ؟؟ نعم أوافقك أن مجتمعنا لا يعلم أبنائه ذلك يعلمهم فقط الخوف من كل شئ لا يعلمهم الإقدام و التعامل مع الغير و خاصة البنات لا يعلمهم كيفية المواجهة في الأزمات ..؟؟ فها أنا ذا ذاتك صورتي أمامك فقد لا تعجبك و لكنها حقيقه .. ربنا وقف معك كثيرا جدا عندما إجتهدت أما الآن فأنت لا تجتهد و لا تقوم بعمل أي شئ مفيد إلا ندب حظك إجتهد و طور نفسك و ستجد كيف سيقف الله بجانبك .. نعم لقد صليت و تصدقت و صمت و أقمت الليل كل هذا جيد و جميل و لكنك لم تأخذ خطوة حقيقة لتطور نفسك هذا لا يرضي الله أبدا .. و لتصدقني أنظر إلى الغرب لتعرف أن الله يكافئ الذي يعمل و يجتهد أيا كان و يكافئ أيضا صاحب الأخلاق المتدين الملتزم و لكن في الآخرة و ليس في الدنيا .. إذا أردت الدنيا فعليك أن تواجهها إذا لم تكن تعرف تعلم و إقرأ و إكتسب مهارات و خبرة ... تدربي على أن تثقي بنفسك أكثر أمام والديك .. فأنت قوية جدا و إذا حدثت لك أي أزمة أو مشكلة فهي ليست آخر الدنيا و أنتي تتعلمين و لا يجب أن يعيقك شئ أبدا .. يجب أن يفهموا هذا فهم أتوا بي إلى هذا الدنيا و هذا ذنب لن أعيش عمري لأتحمله " قف أمام ذاتك و أقبلها و أحمد الله أنها تقول لك ذلك و لا تكذب عليك .. فهي تؤمن أنك أنت وحدك من يصنعها ليكون لها قيمة و أنت وحدك من سيختار لها ماذا ستكون كل شئ بعد ذلك سيخضع لك و لكن أنت وحدك الذي ستقرر .. 



  • 28

  • Nadia Fawzy
    محرر إقتصادي -- أكتب في مجال التنمية الإقتصادية و الثقافة المالية
   نشر في 13 يناير 2016 .

التعليقات

سهيلي احمد منذ 7 سنة
ملاحظة فقط
نقول قمت الليل وليس اقمت الليل
0
أبو ذر منذ 8 سنة
الله سبحانه و تعالى ما ظلم أحدا قط و لكن الناس أنفسهم يظلمون فتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا قال الله تعالى(أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) و الله عز و جل يبتلي من يشاء و يفعل ما يريد قال الله تعالى(لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) فمن ابتلاه الله فصبر كان صبره خير له و من كفر فإن الله غني عن العالمين.
0
علي أحمد منذ 8 سنة
مقال ملحمي مذهل!
0
خالد غربي منذ 8 سنة
لو دخل مسلم وكافر الى البحر فان الذي سوف ينجي من الغرق هو المتعلم لذى فان الله لايحابي المسلم الغير متعلم وعليه فلا بد من اكتساب المشاعر والاحاسيس المضادة وهذا الدور منوط بالاسرة اولا لكي يدربوا ابنائهم على هذا النوع لانه تولد الحياة من عمق الازمات
1
Ahmed Hussin
المقال تحفة

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا