رحلة البحث عن السعادة ...
أعلم يرحمك الله .. أن أول أرتقاء سُلّم السعادة مشقة .
نشر في 16 غشت 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
ليت التعاسة تذهب سريعا كالأشياء الجالبة للسعادة، فـ كلنا نأمل ذلك، والواقع يأتي على خلاف ذلك.

إن الحياة تشبه المعمل الكميائي، ممتلئة بالتجارب الفاشلة لأجل أن نحظى بتجربة واحدة ناجحة على الأقل ، فكل تجربة ناجحة سبقتها تجارب لا حصر لها من الفشل. أن تفشل تعني أنك ستصبح أقوى فيما بعد وأنت تستقبل فشلك الثاني والثالث ، أنت تفشل لأنك مُصّر على بلوغ قبة النجاح ، تكافح من أجل اللحظة التاريخية في حياتك التي سوف تتفوق فيها على ذاتك ، فتتخطى حدود ضعفك إلى سعة قوتك. تستطيع أن تنظر للأشياء من عدة وجوه مختلفة ، وترى في الجحيم ريح الجنة. كن مستعدًا لتفشل من الآن ! حتى لا تنكسر عندما تسقط على الأرض غدًا ، كافح وسواسك القهري الذي يركن إلى الراحة ويأبى الحركة خشية إغتنام المشقة ، فـ " حياة من دون تذوق رشفة شقاء أولها لا سعادة في أخرها ". فمن يشرب قارورة ماء وهو جالس على كرسيّه مستريح لا يجد حلاوة الماء في فمه ، بخلاف طفل يرتشف شربة الماء بكفيِّ يده الصغيرة من صنبور أو من مجرى نهر بعد يوم طويل من العمل الشاق في الحقل مع أبيه إن كان ريفيًّا ، أو من بعد نهاية ساعة من اللعب المتواصل الحركة مع اصدقائه المحببين إلى قلبه ، فحين تنظر إليه تجد على وجه الطفل وأنت تتفحص معالمه بعناية فائقة قبل وبعد شربة الماء فرق شاسع ، فقبل: كانت علامات الأرهاق تكسو وجهه ، وبعد: ترى وميض من النور وأنت تشاهد بأم عينيك إلى أن تسمع أذنيك ترانيم أنفاسه المفرحة ، وتجد لها وقع حلو في داخلك بعد شربة الماء الأولى التى تناولها الصبي بكثافة ، وعينه تنظر إليك وهي مقمرة ، كأن السعادة هبطت عليه وحده في هذه اللحظة من دون غيره !، " أعلم يرحمك الله أن أول أرتقاء درج السعادة مشقة " ، فالأم حين تلد تصرخ ، فإذا صرخ طفلها وهو خارج من أحشائها ليزاحم بكائها وصياحها ضحكت ! فلا تعادي أوجاعك إي ما كانت ، بل اغتنمها وتعلّم منها حتى تسلم في المرة القادمة حينما تنال ماسعيت إليه ، من بعد أن فشلت و بكيت و توجعت و صرخت ؛ وأنت تسعى إليه أول مرة.
لـ قلم فحم
-
قلم فحممن أجل التغلب على وحدتي مدّ روحي بالشجاعة يا إلهي لكي تطير.