(إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ)..
لفظ قرآني يستحق التأمل والوقوف على أعتاب كل حرف ننهل من معينه ونرتوي من جمال الحكمة الربانية المتجلية في هذه الآية، التي أضحت قاعدة لكل أنسان أراد أن يعمل وفق نهج لا اعوجاج فيه، أو يستعين بشخص مستقيم لا يتحمل ان يحيد عن الجادة.
هل كل من يتقلد منصب قوي أمين؟
للأسف نرزح تحت واقع متلبس بأشخاص أبعد ما تكون الخصلتين جناحيين يرفرف بهما ليطير في أرجاء العدالة ويرتفع بهما عن مواطن السوء والفساد.
استأجرنا الكاذب المخادع، ليراوغ الناس في أعمالهم ويكذب عليهم تمريرا وتمويهاً إما للــ(تطفيش)، أو ابراز المظهر (الفهلوي) ليكبر في أعين رؤسائه لينال استحسانهم الجشع ويحوز على ثناء مزيف ظاهره حسن وباطنه سم زعاف من سوء العمل.
استأجرنا الضعيف المتواكل، الذي لا يقدم ولا يؤخر في الأعمال ، ولا يتخذ القرار ،ولا يتوانى عن إحالة العمل لموظفيه ليس ايمانا بأن لكل شخص مسؤولياته ، بل هروب من جعبة لا يريد أن يلبسها ولو بشكل جزئي خوفا من مواجهة تحتم عليه الوقوف أمام اسئلة من هم أعلى منه.
استأجرنا الصاحب الجاهل، علاقة وطيدة وخبرة ضئيلة وعقلية سقيمة، ولكنها محبة عزيزة شفعت وتشفعت لصاحب القرار فجعل من الجاهل متقلداً لزمام الأمور التي لا يعلم سوى ابجديات بسيطة ويغرق في تفاصيل كثيرة من المحُال أن يعوم فيها بصدر عاري الى شاطئ الحبكة الإدارية إلا من أوتي علم ليس بالقليل.
القوي الأمين عملة نادرة، الحفاظ عليه مكسب حقيقي وظفر بعمل منهجي يتحقق معه الغاية النبيلة، وتتساقط النتوءات الرديئة.
-
فيصل القحطانيالفكرة السجينة (الكتابة) بابها الى الحرية..