اليوم أتم عامي الاول في الغربة أو المنفى الاختياري في مثل هذا اليوم خرجت من مصر خائفا أترقب ودعت أمي وأبى وأخوتى وأحبابي ودعتهم ولا أدرى متى يحين اللقاء مرة أخرى ,ربما أكون هنا أفضل حالا من مصر على المستوى المادي والراحة النفسية والامان ربما هنا أستطيع أن أنام ليلا مطمئن البال لا أخشى على نفسى ولا على أهلي شيء ربما هنا أستطيع أن أسافر ألاف الكيلومترات وأنا على قدر كبير من الاريحية وعدم الخوف ربما تكون أمي غير قلقة على وأنا هنا ربما يكون أبى مرتاح البال أكثر وأنا خارج مصر ربما أنا هنا أقرأ ما أريد وأكتب ما أريد ومع كل ذلك أشتاق الى بلادي ووطني أشتاق الى أمي وأحن الى خبزها ولمسة من كفها الحاني ربما يكون طعامها وشرابها ليس الافضل لكنة الاشهى والاجمل ربما يكون أبى ليس الاغنى ولا الاكثر شهرة لكنة الرمز والقدوة لي ربما يكون بيتنا ليس الافخم ولا الاكبر لكنة الاجمل روحا وعبقا أشتاق الى لقاء الاحباب وتجمعنا كل ليلة وتبادل الآراء والسمر حتى الفجر أسوأ ما في البعد هو الغياب أن يكبر الصغار بعيدا عنك ويفرح الاحباب ولا تشاركهم فرحتهم وأن يتوجع الاهل والاحباب فلا تقاسمهم هذا الوجع أنت الغائب الذى لا يعرف الاهل متى يعود ومع كل هذا الوجع الناتج من البعد عن الاحباب والشوق الى الديار يزيد الطين بلة تللك البلاد الجافة القاسية التي نعيش فيها تشعر أن الصحراء القاحلة والمباني الصماء الجافة نقلت الى قلوب الناس ومشاعرهم الجفاف والتبلد علاوة على الثراء الفاحش الذى أضفى عليهم بعدا من اللامبالاة والاستهتار بكل شيء حتى المشاعر واختلال الموازين والحكم على الناس بأرصدتهم البنكية أعلم أن لكل شى ضريبة لابد أن تدفع وأن السعادة الكاملة لا توجد في الا في الاخرة وان الدنيا كما يقول الشاعر طبعت على كدر وأنت تريدها صفوا من الاحزان والاكدار ومع أن أوطاننا ظلمتنا وقتلت أحلامنا لا نقول الا
بلادي وان جارت على عزيزة وقومي وان ضنوا على كرام
نسأل الله ألا يطيل علينا الغياب وأن نعود قريبا الى أوطاننا سالمين