إلى صديقي المجني عليه !
نشر في 18 ديسمبر 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
رسالة الى صديقي الملام الوحيد على ما أنا فيه
أنت تكذب فيما يخص كل شيء ..
تكذب بوجود الأمل و السعادة .. تكذب بوجود العدل ..
أين هو العدل الذي جعلتني أصدق به .. أؤمن بوجوده ..
أين هي المساواة و العدالة
كذبت و صدقت .. ربما صدقت لكن العالم كذبك
كل هؤلاء مختلفون عنا .. عن أحلامنا .. عن مبادئنا ..
تربوا تربية آخرى .. و نشوا في وضع آخر .. وضع لا يعترف بالانسانية
و ها نحن نعاني لاننا لسنا على طريقتهم المثلى
نعاني لاننا صدقنا بأن باستطاعتنا جعل هذا العالم أفضل
على الأقل في محيطنا الصغير ..
سيطرت علينا أحلامنا .. آمالنا .. و ما قرأناه عن الحياة ..
سيطرت علينا القصص الخيالية .. البطل الخير الضعيف ينتصر على الشر العظيم ..
يقتله و ينهيه ..
صدقنا أن الخير حين يقتل سيظل طاهراً الى النهاية . . لن تلوثه الدماء التي التصقت بيديه ..
لن تلوثه القسوة التي احتضنها لتفتك بخصم .. لم يتوافق مع مصالحه ..
الخير ينتصر حين يُحي .. حين يُسعد .. حين يُغير حياتهم الى الأفضل
لا حين يتغير علينا حكام البلدة ..
أقولها و أزيدها ألف مرة .. كذبت عليّ و جعلتني أصدق ..
و ها أنا على عتبة اليأس من العدالة .. حتى تتحقق
و تبدأ بالنظر في قضيتي ..
قضية السجن بلا جريمة و الاقتصاص مني بغير وجه حق ..
اعتراف سُجل لم أنطق به ..
و شهادة شهود لم يشهدوا الحادث ..
و قتيل لم أعرفه يوما ..
فهل ينصفني ما كنت أصدق به ..
نهاية الرسالة
بعد أشهر جائنى الرد منه على رسالتي .. التي لم أسعد بقراءتها .. فقد صعدت روحي الى السماء قبل أسابيع عدة ..
صديقي " البريء " المجني عليه ..
لم أكذب بشأن أي شيء أخبرتك به .. لم أخدعك و أغرر بك بشأن العدالة ..
العدالة آتية لا محالة ..
العدالة .. في بركة رزقك القليل .. الذي يتمناه الغني الذي لم يشبع من فحش ثرائه ..
العدالة في كل الحب الذي حصلت عليه .. عائلتك و زوجتك و أولادك و جيرانك .. جميع من عرفك و ان لم تعرفه
العدالة في رضى والدتك .. في الذكرى الطيبة التي تفوح من كل مكان كنت فيه ..
العدالة تنتظرك في المكان الذي ستذهب اليه ..
و إن ذهبت قبل أن ترى العدالة بعينيك .. فقصتك ذات يوم سترويها ..
-
د . فاطمة الزهراء الحسينىلكي لا تختنق الكلمات .. هنا واقع اخر .. تلفظ فيه أنفاسها الأخيرة